تبرع سريع
تبرع بسرعة
$

أهمية القدس الشريف للمسلمين

الصفحة الرئيسية

مدونة إحياء

أهمية القدس الشريف للمسلمين

يقول الله تعالى في مُحكمِ التّنزيل: (سُبۡحَـانَ ٱلَّذِیۤ أَسۡرَىٰ بِعَبۡدِهِۦ لَیۡلࣰا مِّنَ ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِ إِلَى ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡأَقۡصَا ٱلَّذِی بَـٰرَكۡنَا حَوۡلَهُۥ لِنُرِیَهُۥ مِنۡ ءَایَـٰتِنَاۤۚ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلسَّمِیعُ ٱلۡبَصِیرُ) [سورة الإسراء: 1].

وعن أبي سعيدٍ الخُدريّ رضي الله عنه قال، قال رسولُ الله ﷺ: «لَا تُشَدُّ اَلرِّحَالُ إِلَّا إِلَى ثَلَاثَةِ مَسَاجِدَ: اَلْمَسْجِدِ اَلْحَرَامِ، وَمَسْجِدِي هَذَا، وَالْمَسْجِدِ اَلْأَقْصَى». [متّفقٌ عليه].

القدس نبضُ الأُمّة الإسلامية وأحدُ أعظمِ مقدّساتها وأهمِّ قضاياها، فهي ليست تراباً نحميه بل هي عقيدةٌ فداؤها الأموالُ والأنفس.

فما أهمية القدس الشريف بالنسبة للمسلمين؟ وما هو تاريخها؟ سنعرضُ لكم في هذا المقال كلَّ ما يجبُ معرفته عن هذه الأرض المُباركة.

التسمية

عُرفت مدينة القدس الشريف بالعديد من الأسماء عبر تاريخها الطويل، إذ أُطلق عليها اِسم "يبوس" نسبةً إلى اليبوسيّين، ثم سُميّت "مدينة داود" في عهد النبي داود عليه السلام، وبعد ذلك عُرفت باسم "أوروسالم" أو "أوروشالم" (مدينة السلام) كما أسماها العرب الكنعانيون.

أمّا بعد وصول الجيوش الإسلامية لها وتحريرها من الرومان الذين سمّوها "إيلياء"، أُطلق عليها اِسمي القدس وبيت المقدس كما نعرفها اليوم، واشتُهرت باِسم "القدس الشريف" في زمن الخلافة العُثمانيّة.

الفتح الإسلامي للقدس

كان للقدس مكانةً عظيمة في عهد رسول الله ﷺ إذ كانت قِبلة المسلمين الأولى، ووجهةَ النبيّ في رحلة الإسراء والمعراج، حيث صلّى إماماً بالأنبياء في المسجد الأقصى، وقد كان ﷺ يتوقُ لفتح بيت المقدس إذ أقام بعض الغزوات الممهّدة لفتحها وبشّر الصحابة بذلك.

ثم توالت الغزوات نحو بلاد الشام في عهد الخلفاء من بعده، حتى جاء أمرُ الله وكان فتحُ بيت المقدس عام 15 للهجرة الموافق (636 م) بقيادة الفاروق عُمر بن الخطاب رضي الله عنه، الذي كتب مع سكّانها المسيحيّين العُهدة العُمريّة ليحفظ لهم الأمان وحريّة العبادة.

القدس في عهد الصليبيين، الأيوبيين، والمماليك

اِستمر حكم المسلمون للقدس الشريف لخمسة قرون، حتّى احتلّهُ الصليبيون سنة (1099 م) خلال الحملة الصليبيّة الأولى التي شهدت مقتل آلاف المسلمين وانتهاك مقدّساتهم.

ما لبثت القدس تحت سطوة الصليبيين حتى أعادها صلاح الدين الأيوبي سنة (1187 م) حيث هزم جيوش الصليبيين في معركة حطّين الشهيرة، فقام بإزالة آثارهم وأجرى العديد من الإصلاحات وأحسن معاملة الأهالي. 

ثم سقطت القدس مرّةً أخرى في يدِ الصليبيين بعد وفاة صلاح الدين الأيوبيّ واِنغماس أبناءه بالاِقتتال على الحُكم، واستطاع نجم الدين أيوب أن يستردّها سنة (1244 م)، وبعد ذلك ضُمَّت فلسطين بما فيها القدس للسلطنة المملوكيّة التي حكمت مصر وبلاد الشام بعد الأيوبيين حتى عام (1517 م).

القدس في العهد العثماني

مع ظهور الدولة العثمانية واتّساع رقعة نفوذها، وقعت معركة مرج دابق بين العثمانيين والمماليك التي اِنتصر فيها العثمانيون عام (1517 م) بقيادة السلطان سليم الأوّل الذي كان أوّل من لاحظ نوايا الصهاينة تجاه المقدس الشريف، وأصدر قانوناً يمنع هجرة اليهود إلى فلسطين.

ثم خلفه السلطان سليمان القانوني الذي بنى أسوار القدس ورمّم الصخرة وازدهرت البلاد في حكمه، وأصبحت القدس مدينة تابعة للدولة العثمانية طيلة أربعة قرون، حتى سقوطها بيد الاِستعمار البريطاني في الحرب العالمية الأولى سنة (1917 م).

التقسيم والضم

بمجرّد اِستيلاء الاِستعمار البريطاني على فلسطين، أُصدر وعد بلفور "وعد من لا يملك لمن لا يستحق" عام (1917 م)، الذي دعم الحركة الصهيونية وسمح بإقامة وطن قوميّ لليهود على أرض فلسطين، والذي كان عاملاً رئيسياً في إقامة ما يسمّى دولة إسرائيل الغاصبة عام (1948 م).

آنذاك أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة قراراً يقضي بتقسيم فلسطين إلى دولتين، عربيةٍ ويهودية، في سرقةٍ علنيّة شهدها العالم أجمع، سُلبت فيها الأراضي من أصحابها ومنحت للعصابات الصهيونيّة.

التركيبة السكانيّة في القدس

بلغ عدد سكّان القدس في سنة (2023) حوالي (970) ألف نسمة، يشكّل العرب الفلسطينيون (40%) من سكان القدس بشطريها الشرقي والغربي، فيما يشكّل اليهود نسبةً تقارب الـ (60%) من العدد الإجمالي.

الأهمية الدينية للقدس

القدس مسرى الأنبياء ومجتمع الصالحين وأرض الرسالات السماويّة، وإنّ القُدس الشريف ذو أهميّة دينية عظيمة في جميع الديانات، إذ عرج منها رسول الله ﷺ إلى السماء ليلة الإسراء والمعراج، وصلّى إماماً بالأنبياء داخل المسجد الأقصى المُبارك.

وفيها عاش سيدنا عيسى عليه السلام وفيها كنيسة القيامة، كما وَرد ذكرها على لسان سيدنا موسى في القرآن الكريم في قوله تعالى: (یَـٰقَوۡمِ ٱدۡخُلُوا۟ ٱلۡأَرۡضَ ٱلۡمُقَدَّسَةَ ٱلَّتِی كَتَبَ ٱللَّهُ لَكُمۡ وَلَا تَرۡتَدُّوا۟ عَلَىٰۤ أَدۡبَارِكُمۡ فَتَنقَلِبُوا۟ خَـٰسِرِینَ) [سورة المائدة 21].

أهمية القدس في السنة النبوية

كان المسجد الأقصى القبلة الأولى التي صلّى نحوها المسلمون لعدّة شهور، ورغم أنَّ النبيّ ﷺ لم يشهد فتح بيت المقدس في حياته إلّا أنه أبرز أهميتها في العديد من الأحاديث، منها:

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «صَلَاةُ الرَّجُلِ فِي بَيْتِهِ بِصَلَاةٍ وَصَلَاتُهُ فِي مَسْجِدِ الْقَبَائِلِ بِخَمْسٍ وَعِشْرِينَ صَلَاةً وَصَلَاتُهُ فِي الْمَسْجِدِ الَّذِي يجمع فِيهِ بخسمائة صَلَاةٍ وَصَلَاتُهُ فِي الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى بِخَمْسِينَ أَلْفِ صَلَاةٍ وَصَلَاتُهُ فِي مَسْجِدِي بِخَمْسِينَ أَلْفِ صَلَاةٍ وَصلَاته فِي الْمَسْجِد الْحَرَام بِمِائَة ألف صَلَاة». [رَوَاهُ ابْن مَاجَه].

عَنْ مَيْمُونَةَ، مَوْلاَةِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَتْ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَفْتِنَا فِي بَيْتِ الْمَقْدِسِ، قَالَ: ‏«أَرْضُ الْمَحْشَرِ وَالْمَنْشَرِ ائْتُوهُ فَصَلُّوا فِيهِ فَإِنَّ صَلاَةً فِيهِ كَأَلْفِ صَلاَةٍ فِي غَيْرِهِ» قُلْتُ أَرَأَيْتَ إِنْ لَمْ أَسْتَطِعْ أَنْ أَتَحَمَّلَ إِلَيْهِ قَالَ: «فَتُهْدِي لَهُ زَيْتًا يُسْرَجُ فِيهِ فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ فَهُوَ كَمَنْ أَتَاهُ».‏

كيف نساهم في تحرير القدس؟

إنَّ الدفاع عن القدس الشريف وتحرير المسجد الأقصى من المغتصب هي مسؤوليّة الأمّة بأسرها، بأفرادها وعلمائها وشعوبها كلٌّ حسب موقعه، ويمكننا السعي نحو تحرير القدس عبر الأمور التالية:

  1. تذكّر أنّ القدس الشريف ليس قضية الفلسطينيين وحدهم، بل هي واجبٌ على جميع المسلمين.
  2. دراسة ومعرفة أبعاد القضية الفلسطينية وتأثيرها على الأمّة الإسلامية والعربية.
  3. الاِستفادة من مواقع التواصل الاِجتماعي في تحرير القدس من خلال نشر الحقائق وفضح اِنتهاكات الكيان الصهيوني ومشاريع التهويد التي يقوم بها.
  4. كن على ثقة وإيمان بالله تعالى بأنّ الحقّ سيعود لأصحابه ولو تأخّر ولا تيأس من السعي والدعاء.
  5. تبرّع لدعم المجاهدين المرابطين في رحاب المسجد الأقصى من خلال المؤسسات التي تنشط هناك.

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قال‏: «لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود، حتى يختبئ اليهودي من وراء الحجر والشجر، فيقول الحجر والشجر‏: يا مسلم هذا يهودي خلفى تعال فاقتله، إلا الغرقد فإنه من شجر اليهود‏».‏ ‏‏[‏متّفق عليه‏]‏‏.‏

الأسئلة الشائعة

هل القدس عربية أم يهودية؟

القدس عربية منذ آلاف السنين، لاريب في هذا الأمر، وهذا ما أثبته التاريخ والحاضر.

ما علاقة المسلمين بالقدس؟

علاقة المسلمين بالقدس علاقةٌ وثيقة، فهي أولى القبلتين وثالث الحرمين ومسرى رسول الله ﷺ.

من كان يحكم القدس في عهد الرسول؟

كانت القدس في عهد رسول الله ﷺ تحت حكم الروم وكانت تشهد حرباً بينهم وبين الفرس.

لماذا تريد اسرائيل احتلال المسجد الاقصى؟

تسعى اسرائيل لاحتلال المسجد الأقصى وطمس المعالم الإسلامية فيه، كما يدّعي الصهاينة بوجود معبد يهودي أسفل القدس أو ما يدعى بهيكل سليمان.

ما معنى القدس الشريف؟

القدس الشريف هي التسمية التي أطُلقت على مدينة القدس خلال حكم الخلافة العثمانية لها.

المصادر