
جدول المحتويات
تُعتبر الأضحية أحد أبرز شعائر الإسلام، والتي تزيد قرب العبد من الله تعالى وتساهم في نشر المحبّة وتوثيق الروابط الاجتماعية بين المسلمين، وسوف نتعرّف في هذا المقال على تعريف الأضحية ونتعمّق في أحكامها، فهل هي واجبةٌ أم لا؟ وما هو وقتها وشروطها؟
ما هي الأضحية؟
الأضحية هي ما يُذبح من بهيمة الأنعام في أيام عيد الأضحى إلى آخر أيّام التشريق تقرّباً إلى الله تعالى، وقد وَردَ ذِكرُها في عِدّة مواضع من الكتاب والسنّة الشريفة.
حكم الأضحية
أجمع جمهور العلماء على مشروعية الأضحية، على أنّها سُنّةٌ مؤكدة وذلك اِستناداً على حديث رسول الله ﷺ في ذكر الأضحية:
عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ: (إِذَا دَخَلَ الْعَشْرُ وَأَرَادَ أَحَدُكُمْ أَنْ يُضَحِّيَ فَلاَ يَمَسَّ مِنْ شَعَرِهِ وَلاَ بَشَرِهِ شَيْئًا) [سنن ابن ماجة - 3149]، والدلالة على أنها سُنّة هي حين ترك ﷺ الأمر إلى إرادة المُضحي في قوله "وأرادَ".
بينما قال الإمام أبو حنيفة بأنّ الأضحية واجبة بناءً على:
قوله تعالى: (فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَٱنۡحَرۡ) [سورة الكوثر 2].
وحديث أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: (مَنْ كَانَ لَهُ سَعَةٌ وَلَمْ يُضَحِّ فَلاَ يَقْرَبَنَّ مُصَلاَّنَا) [سنن ابن ماجة - 3123].
لذلك يُستحبُّ ممن رأى في نفسه القدرة على دفع ثمن الأضحية أن يفعل ولا يفوّت فضلها الجزيل.
فضل الأضحية
جاء فضلُ الأضحية في كونها من شعائر الله الفاضلة ودليلٌ على التقوى والقرب من الله، فقد قال تعالى في محكم التنزيل: (ذَ ٰلِكَۖ وَمَن یُعَظِّمۡ شَعَـٰۤىِٕرَ ٱللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقۡوَى ٱلۡقُلُوبِ) [سورة الحج 32].
شروط الأضحية
فيما يلي الشروط الواجبة في الأضحية:
نوع الأضحية
يجب أن تكون من بهيمة الأنعام: وهي الإبل والبقر والغنم، لقوله تعالى: (لِّیَشۡهَدُوا۟ مَنَـٰفِعَ لَهُمۡ وَیَذۡكُرُوا۟ ٱسۡمَ ٱللَّهِ فِیۤ أَیَّامࣲ مَّعۡلُومَـٰتٍ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُم مِّنۢ بَهِیمَةِ ٱلۡأَنۡعَـٰمِۖ فَكُلُوا۟ مِنۡهَا وَأَطۡعِمُوا۟ ٱلۡبَاۤىِٕسَ ٱلۡفَقِیرَ) [سورة الحج 28].
ولا يهم إن كانت الأضحية ذكراً أم أُنثى.
عمر الأضحية
يجبُ أن تبلغ السِنَّ المحدودَ شرعاً: إذ يُشترط بأن تكون الأضحية جذعة من الضأن، أو ثنية من غيره (أي الإبل والبقر والمعز)، لحديث جابر رضي الله عنه أنَّ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ قال: (لاَ تَذْبَحُوا إِلاَّ مُسِنَّةً إِلاَّ أَنْ يَعْسُرَ عَلَيْكُمْ فَتَذْبَحُوا جَذَعَةً مِنَ الضَّأْنِ) [صحيح مسلم - 1963].
والمسنة: الثنية فما فوقها، والجذعة ما دون ذلك.
الثني من الإبل هو ما كان عمره 5 سنين.
والثني من البقر هو ما كان عمره سنتان.
والثني من الغنم هو ما كان عمره سنة.
والجذع: ما تمَّ له نصف سنة.
سلامة الأضحية
لا بدَّ أن تكون سليمة مِنَ العُيوبِ المانِعةِ مِنَ الإجزاءِ، التي تؤدي إلى ضررٍ في لحم الذبيحة، فعن البراء بن عازب رضي الله عنه أنَّ رسول الله ﷺ قال: (أَرْبَعٌ لاَ تُجْزِئُ فِي الأَضَاحِيِّ الْعَوْرَاءُ الْبَيِّنُ عَوَرُهَا وَالْمَرِيضَةُ الْبَيِّنُ مَرَضُهَا وَالْعَرْجَاءُ الْبَيِّنُ ظَلْعُهَا وَالْكَسِيرَةُ الَّتِي لاَ تُنْقِي). [سنن ابن ماجة - 3144].
وقت الأضحية
الوقت المشروع لذبح الأضحية هو من بعد صلاة العيد يوم النحر، إلى غروب الشمس من آخر يوم من أيام التشريق وهو اليوم الثالث عشر من ذي الحجة.
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضى الله عنه قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: (مَنْ ذَبَحَ قَبْلَ الصَّلاَةِ فَإِنَّمَا ذَبَحَ لِنَفْسِهِ، وَمَنْ ذَبَحَ بَعْدَ الصَّلاَةِ فَقَدْ تَمَّ نُسُكُهُ، وَأَصَابَ سُنَّةَ الْمُسْلِمِينَ). [صحيح البخاري - 5546].
أن تكون ملكاً للمضحي
يُشترط أن يكون المضحي مالكاً للأضحية أو مأذوناً له فيها من قبل الشرع، فلا يصحُّ أن تكون مغصوبةً أو مسروقة، إذ قال رسول الله ﷺ: (يا أيُّها النَّاسُ إنَّ اللَّهَ طيِّبٌ لا يقبلُ إلَّا طيِّبًا) [الترمذي - 2989].
شروط المضحي
فيما يلي بعض الشروط والآداب الواقعة على المضحي:
لا تجب الأضحية إلا على المسلم الحر البالغ العاقل المقيم القادر.
يسنُّ للمضحي أن ينتهي عن أخذ شيءٍ من شعره وأظافره إذ دخل شهر ذي الحجة، عن أُمَّ سَلَمَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ ﷺ، أن رَسُولُ اللَّهِ ﷺ قال: (مَنْ كَانَ لَهُ ذِبْحٌ يَذْبَحُهُ فَإِذَا أُهِلَّ هِلاَلُ ذِي الْحِجَّةِ فَلاَ يَأْخُذَنَّ مِنْ شَعْرِهِ وَلاَ مِنْ أَظْفَارِهِ شَيْئًا حَتَّى يُضَحِّيَ) [صحيح مسلم - 1977].
يُستحب أن يذبح أضحيته بنفسه وله أن ينوب عنه مسلمٌ غيره، وعَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قال: "ضَحَّى النَّبِيُّ ﷺ بِكَبْشَيْنِ أَمْلَحَيْنِ أَقْرَنَيْنِ، ذَبَحَهُمَا بِيَدِهِ، وَسَمَّى وَكَبَّرَ وَوَضَعَ رِجْلَهُ عَلَى صِفَاحِهِمَا" [صحيح البخاري - 5565].
كيفية ذبح الأضحية
وردت في أحاديث رسول الله ﷺ بعض آداب الذبح التالية:
- التكبير: كان النبي ﷺ يذبح الأضحية ويقول (بسْمِ اللَّهِ وَاللَّهُ أكبر).
- اِسقبال القبلة والإحسان إلى الذبيحة وعدم ترويعها.
- سنُّ السكين ونحر الذبيحة بقوّة حتى لا تتعذّب.
سنن توزيع الاضحية
من سنن توزيع الأضحية:
يجوز للمضحي أن يأكل من أضحيته ويدّخر، فعن أبي هريرة رَضِيَ اللهُ عنه، عَنِ النَّبيِّ ﷺ قال: (إذا ضحَّى أحَدُكم فلْيَأْكُلْ مِنْ أُضْحِيَّتِه) [الجامع الصغير - 732].
الأولى في توزيع لحم الأضحية هم الجيران والأقارب والأصدقاء.
لا يجوز إعطاء الجزار شيئاً من الذبيحة مقابل عمله، وإنما يُعطى منها على سبيل الصدقة، فعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: أَمَرَنِي رَسولُ اللهِ ﷺ أَنْ أَقُومَ علَى بُدْنِهِ، وَأَنْ أَتَصَدَّقَ بلَحْمِهَا وَجُلُودِهَا وَأَجِلَّتِهَا، وَأَنْ لا أُعْطِيَ الجَزَّارَ منها، قالَ: نَحْنُ نُعْطِيهِ مِن عِندِنَا) [صحيح مسلم - 1317].
كما لا يجوز بيعُ أي شيءٍ من الأضحية حتى صوفها وعِظامها.
الاشتراك في الأضحية
هل تجزئ الأضحية الواحدة عن العائلة؟ يقول جمهور العلماء أن أضحية ربِّ الأُسرة كافية عن العائلة كلها إن كانوا يعيشون في بيتٍ واحد ويأكلون ويشربون معاً، بينما يقول الإمام أبو حنيفة أنَّ كلَّ فردٍ قادرٍ على الذبح فعليه أن يفعل.
أمّا عن تشارك أكثر من شخصٍ في ثمن الذبيحة، فيجوز ذلك في حال كانت الأضحية من الإبل أو البقر، أما الشاة فلا يجوز الاشتراك فيها، حيث يمكن أن يشترك سبعة أشخاص في واحدة من البقر أو الإبل، وذلك لحديث جَابِرِ بنِ عَبْدِ اَللَّهِ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُمَا حيث قَالَ:
{ نَحَرْنَا مَعَ اَلنَّبِيِّ ﷺ عَامَ اَلْحُدَيْبِيَةِ: اَلْبَدَنَةَ عَنْ سَبْعَةٍ, وَالْبَقَرَةَ عَنْ سَبْعَةٍ } [رَوَاهُ مُسْلِم ٌ - 1776].
وبذلك تجزئ الواحدة من الغنم عن الشخص الواحد وأهله، كما يجزئ سُبْع البعير أو البقرة.
تاريخ عيد الأضحى 2023
يوافق تاريخ عيد الأضحى للعام 2023 في التقويم الميلادي يوم الأربعاء 28/6/2023 ميلادي.
وهو المقابل لـ 10 ذي الحجة 1444 هجري.
تبرع بأضحية
تدعوكم مؤسسة إحياء الدولية للتبرّع بالأضاحي لصالح إخوانكم في القدس الشريف، ودعم المرابطين في رحاب الأقصى المبارك، كما نعمل أيضاً على إيصال تبرعاتكم للفقراء والمستعضعفين القابعين في مخيمات اللاجئين في كلٍّ من سوريا ولبنان واليمن والذين يعيشون في ظلِّ ظروفٍ مأساوية.
ساهم الآن في إدخال الفرح إلى قلوبهم خلال أيام العيد المباركة.
المصادر
الأسئلة الشائعة
هل الأضحية واجبة؟
أجمع جمهور العلماء على مشروعية الأضحية، على أنّها سُنّةٌ مؤكدة، بينما قال الإمام أبو حنيفة بوجوبها.
هل يجوز ذبح الأضحية قبل يوم العيد؟
عند ذبح الأضحية قبل يوم العيد فتكون بمثابة صدقة عاديّة، فعن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضى الله عنه قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: (مَنْ ذَبَحَ قَبْلَ الصَّلاَةِ فَإِنَّمَا ذَبَحَ لِنَفْسِهِ، وَمَنْ ذَبَحَ بَعْدَ الصَّلاَةِ فَقَدْ تَمَّ نُسُكُهُ، وَأَصَابَ سُنَّةَ الْمُسْلِمِينَ). [صحيح البخاري - 5546].
هل يجوز ذبح الأضحية رابع يوم العيد؟
نعم يجوز ذبح الأضحية رابع يوم العيد، فالوقت المشروع لذبح الأضحية هو: من بعد صلاة العيد يوم النحر، إلى غروب الشمس من آخر يوم من أيام التشريق وهو اليوم الثالث عشر من ذي الحجة.
هل يجوز ذبح الأضحية في الليل؟
يجوز ذبح الأضحية في الليل ولكن يُسنُّ ذبحها في النهار.
هل يجوز توزيع الأضحية بعد العيد؟
نعم يجوز توزيع الأضحية بعد العيد والأفضل توزيعها خلال أيام العيد لإدخال الفرحة على قلوب الفقراء في هذه الأيام.
هل يجوز عدم توزيع الأضحية؟
الأفضل توزيع شيء من الأضحية على الفقراء، إذ قال تعالى: (لِّیَشۡهَدُوا۟ مَنَـٰفِعَ لَهُمۡ وَیَذۡكُرُوا۟ ٱسۡمَ ٱللَّهِ فِیۤ أَیَّامࣲ مَّعۡلُومَـٰتٍ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُم مِّنۢ بَهِیمَةِ ٱلۡأَنۡعَـٰمِۖ فَكُلُوا۟ مِنۡهَا وَأَطۡعِمُوا۟ ٱلۡبَاۤىِٕسَ ٱلۡفَقِیرَ) [سورة الحج 28].
ما الفرق بين الأضحية والهدي؟
الهدي هو ما يُهْدَى من النَّعَم إلى الحَرَم، أما الأضحية فهي ما يذكى أيام النحر بنية التضحية.
- أهمية وفضل تحفيظ القرآن الكريم
- قضاء حوائج الناس وتفريج كربهم
- كسوة الشتاء: إشعاع الدفء والرحمة في أيام البرد
- حماية وإعادة إعمار: جهود الحفاظ على المنازل والتراث في القدس
- التعليم في القدس: إشراقة العلم وقوام النهضة
- الوقف في الإسلام وأهميته الاجتماعية والاقتصادية
- النذر وأحكامه
- التكايا الإسلامية: مفهومها ودورها الاجتماعي والإنساني
- الصدقة والتأثير الإيجابي على المجتمع
- قبة الصخرة ومكانتها بين المسلمين: الأهمية الدينية والتاريخية والرمزية
- شروط الزكاة: النمو والزيادة في قيمة المال
- فهم زكاة الأسهم وطرق تحديدها
- المصلى القبلي: شاهد على تاريخ الإسلام والعمارة الإسلامية في القدس الشريف
- المسجد الأقصى: مقصد المسلمين وحرم يشهد تاريخ الأمة الإسلامية
- البلدة القديمة في القدس: أرشيف الحضارات والتاريخ
- تعريفات
- مقالات
- Foto Galeri