زكاة الذهب وكيفية حسابها

الزكاة هي الركن الثالث من أركان الإسلام، وتكاد تساوي فريضة الصلاة في أهميتها، وللزكاة أنواع كثيرة، حسب نوع الثروة التي يمتلكها الإنسان من مجوهرات أو أموال أو عقارات وغيرها.

سنتعرّف في هذا المقال على زكاة الذهب، ونصابها وطريقة حسابها وموعد إخراجها.

حساب زكاة الذهب

إنَّ زكاة الذهب هي أحد فروع زكاة المال التي فرضها الله تعالى حيث قال: (وَأَقِیمُوا۟ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتُوا۟ ٱلزَّكَوٰةَ وَٱرۡكَعُوا۟ مَعَ ٱلرَّ ٰ⁠كِعِینَ) [البقرة: 43]، إذ يُعتبر الذهب من الأصول الماليّة، بل هو الشكل الأساسي من أشكال المال، وذلك قبل ظهور البنوك والعملات الورقية أو الرقمية وغيرها.

يتم حساب زكاة المال من خلال دفع (2.5%) من قيمة ما لديك من الذهب إذا بلغ النصاب؛ أي الحد الواجب معه دفع الزكاة عند مرور عام على امتلاكه، ويقدّر بنحو 85 غرام من الذهب الخالص عيار 24 قيراط.

وذلك وفقاً للمعادلة التالية:

(عدد غرامات الذهب × (2.5%) = قيمة الزكاة مقدّرة بالغرام).

مثال: يمتلك الشخص (150) غرام من الذهب الخالص، كم عليه أن يدفع لأموال الزكاة؟

معادلة حسابها: (150 غرام من الذهب × (2.5%) = 3.75 غرام).

زكاة الذهب الملبوس

يختلف الأمر في زكاة الذهب الملبوس حسب النيّة في اِمتلاكه، فإن كانت المرأة ترتديه بغاية الحفاظ على المال والثروة بصيغة الذهب فعندها يجب إخراج الزكاة.

أمّا إذا كانت ترتديه للزينة الشخصية، فعندها يُعتبر من الحاجات الأساسيّة مثل البيت أو السيارة ولا تجب فيه الزكاة (طالما أنه في حدود العرف المقبول، أي يساوي ما يرتدينه أقران هذه المرأة في المجتمع)، بينما لو كان مبالغاً في قيمته فيجب إخراج زكاته أيضاً، وذلك وفقاً لمجمهور العلماء وعلى رأسهم الإمام الشافعي رحمه الله.

قال تعالى :(وَهُوَ ٱلَّذِی سَخَّرَ ٱلۡبَحۡرَ لِتَأۡكُلُوا۟ مِنۡهُ لَحۡمࣰا طَرِیࣰّا وَتَسۡتَخۡرِجُوا۟ مِنۡهُ حِلۡیَةࣰ تَلۡبَسُونَهَاۖ وَتَرَى ٱلۡفُلۡكَ مَوَاخِرَ فِیهِ وَلِتَبۡتَغُوا۟ مِن فَضۡلِهِۦ وَلَعَلَّكُمۡ تَشۡكُرُونَ) [سورة النحل 14].

نصاب زكاة الذهب

إنَّ نصاب زكاة الذهب هو (85) غرام من الذهب الخالص عيار (24) قيراط، فإذا اِمتلك المسلم الذهب من عيار (21) أو (18) أو غيره، فعليه إعادته إلى أصله بحساب ما تعادل قيمته من الذهب وفق عيار (24) قيراط، لتحديد مدى بلوغ الذهب لحد النصاب.

متى تجب زكاة الذهب

تجب زكاة الذهب عندما تساوي قيمته النصاب أو أكثر، ويدفع المسلم (2.5%) من قيمة ما يملكه من الذهب عندما يحول عليه الحول (أي مرور سنة هجرية كاملة على اِمتلاكه)، فإذا اِنخفضت قيمة ما لديه من الذهب عن النصاب قبل أن يحول عليها الحول فلا يجب عليه شيء.

شروط زكاة الذهب

يجب إخراج زكاة الذهب عند وجود الشروط التالية:

• عندما يساوي قيمة النصاب (85) غراماً ويحول عليه الحول.
• تمّ شراؤه بغرض الحفاظ على الثروة أو من أجل التجارة.
• أن يكون الذهب مملوكاً ملكاً تاماً لصاحبه، أي أنه حرُّ التصرّف به.
• عندما تكون قيمة ذهب الزينة مبالغٌ فيها (حسب العرف السائد في المجتمع).

كيفية اخراج زكاة الذهب

يتم إخراج زكاة الذهب من خلال حساب ما لديك من الذهب بجميع أشكاله، سواءً كان على هيئة سبائك أو ليراتٍ ذهبيّة أو ذهب مكسور أو غيرها، ثم جمع أوزانها جميعاً ودفع (2.5%) من قيمة الوزن الإجمالي لصالح أموال الزكاة.

بينما لو كان المسلم يمتلك مجموعة من الذهب ذات عيارات مختلفة، كأن يكون لديه ذهب من عيار (24 و 21 و 18) فعندها يمكن حساب القيمة المالية للمجموع كاملاً ودفع الزكاة كما تدفع زكاة المال، وذلك بحسب المعادلة التالية: {2.5% × (القيمة المالية للذهب كله) = قيمة الزكاة}.

كما يمكن إرجاع الذهب غير الصافي إلى أصله، وفق الصيغة التالي:

وزن الذهب المخلوط × عيار هذا الذهب ÷ 24 = وزن الذهب الصافي من عيار 24 قيراط.

فمثلاً: سيدة تملك مصاغ ذهبي بوزن 1000 غرام من عيار 18 قيراط فكم وزن الذهب الصافي في هذا المصاغ؟

الجواب: (1000 غرام ×18 قيراط ) ÷ 24 قيراط = 750 غراماً عيار 24 وفيه تجب الزكاة لأنه أكثر من 85 غرام، وتتم نفس المعالجة الحسابية للذهب من عيار 21 أو 22 وغيرها.

حكم زكاة الذهب المستعمل

الذهب المستعمل يكون على نوعين:

الذهب المستعملة في الزينة كالمجوهرات النسائية وهذا لا تجب فيه الزكاة كما ورد سابقاً.

الذهب المستعمل أو المكسور، والذي يشتريه الرجل أو المرأة بغاية تخزين الثروة أو الحفاظ على الأموال، وذلك تجب فيه الزكاة ومقدارها (2.5%) كلّما حال عليه الحول.

حكم مانع زكاة الذهب

يُعتبر الاِمتناع عن أداء الزكاة من أعظم الذنوب التي قد يرتكبها المسلم، وقد أعدَّ الله عذاباً عظيماً لمانع الزكاة، إذ قال تعالى: 

{وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ، يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ} [النور:34-35].

كما قال رسول الله ﷺ: «مَا مِنْ صَاحِبِ ذَهَبٍ وَلاَ فِضَّةٍ لاَ يُؤَدِّى مِنْهَا حَقَّهَا، إِلاَّ إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ صُفِّحَتْ لَهُ صَفَائِحَ مِنْ نَارٍ، فَأُحْمِىَ عَلَيْهَا فِى نَارِ جَهَنَّمَ فَيُكْوَى بِهَا جَنْبُهُ وَجَبِينُهُ وَظَهْرُهُ، كُلَّمَا بَرَدَتْ أُعِيدَتْ لَهُ فِى يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ، حَتَّى يُقْضَى بَيْنَ الْعِبَادِ فَيُرَى سَبِيلُهُ إِمَّا إِلَى الْجَنَّةِ وَإِمَّا إِلَى النَّارِ» [صحيح مسلم].

الاسئلة الشائعة

المصادر

• هل تجب الزكاة على المجوهرات؟
• بحث مختصر في الزكاة