تبرع سريع
تبرع بسرعة
$

القدس وأهميتها

الصفحة الرئيسية

مدونة إحياء

القدس وأهميتها

تُعدّ مدينة القدس واحدة من أشهر المُدن عبر العصور، وذات أهميّة بالغة لدى العرب والمسلمين، فما الذي جعلها تحتلُّ تلك المكانة؟ وإلى أين تعودُ جذور تاريخها؟ سنتعرّف في هذا المقال على كلِّ ما يتعلّق بهذه الأرض المُباركة.

ما هي القدس؟

القدس هي عاصمة فلسطين التاريخيّة وأكبر مدنها من حيث المساحة وعدد السكّان، والأكثر أهميّةً من الناحية الدينيّة والاِقتصاديّة، كما كانت مسرحاً للعديد من الأحداث التاريخيّة الهامّة، ممّا جعلها ذات أهميّة حضارية عظيمة ومحطّ أنظار الطامعين.

موقع مدينة القدس

تقع مدينة القدس الشريفة في وسط فلسطين، حيث:

تبعدُ حوالي (60) كيلومتراً شرق البحر المتوسّط.

ونحو (35) كيلومتراً غرب البحر الميّت.

و(250) كيلومتراً شمال البحر الأحمر.

كما تقع على بُعد 88 كيلومتراً غرباً من عمّان، وعن بيروت (388) كيلومتراً جنوباً، وعن دمشق (290) كيلومتراً من جهةِ الجنوب الغربي. 

وترتفع القدس عن سطح البحر المتوسط نحو (750) متراً، وعن سطح البحر الميت نحو (1150) متراً. 

من بنى مدينة القدس؟

تُعدُّ القدس من أقدم المدن التي عرفها الإنسان وعاش على أرضها الكثير من الأُمم، إذ تذكرُ المراجع التاريخيّة أن اليبوسيّين (أحد القبائل العربية الكنعانيّة) هم أوّل من بنى مدينة القدس، وسُميّت باِسم "يبوس" نسبةً لهم.

كما تذكر بعض المصادر أنّ مُؤسّس المدينة المعروف باسم "ملكي صادق" كان موجوداً في عهد النبي إبراهيم عليه السّلام؛ حيث عاش النبيّ إبراهيم عليه السلام في الفترة التي تُقارب سنة (1850) قبل الميلاد.

تاريخ مدينة القدس

يعود تاريخ مدينة القدس إلى أكثر من خمسة آلاف عام، وشهدت قيام العديد من الحضارات، فيما يلي أهم المحطّات التاريخيّة التي مرّت عليها:

عصر اليبوسييّن: هم سكّان القدس الأوائل.

عصر الفراعنة: خضعت مدينة القدس لسيطرة الفراعنة المصريين في الفترة الزمنيّة بين القرنين السادس عشر والرابع عشر قبل الميلاد، وأثناء حُكم الملك أخناتون تعرّضت القدس للهجوم من قبائل بدويّة تُعرَف باسم "الخابيرو"، ولم تعُد المدينة للسّيطرة الفرعونيّة إلّا أثناء حُكم الملك سيتي الأوّل.

عصر النبي داود: يُقال أن النبي داود عليه السلام سيطر على الأرض المقدسة عام (977 أو 1000) ق.م ودام حكمه لمدّة (40) عاماً، ثم خلفه بعده ابنه الني سليبمان عليه السلام وحكمها (33) عاماً، إذ ضعفُت المملكة واِنقسمت عقب وفاته.

العصر البابلي: اِحتلها البابليون سنة (586) ق.م، وتمكنوا من أسر اليهود ونقلهم إلى بابل.

العصر الفارسي: تعرّضت القدس لغزو الفرس الذين سمحوا لليهود بالعودة إليها.

العصر اليوناني: وقعت فلسطين تحت حكم اليونانيين حين سيطر الإسكندر الأكبر على بلاد فارس عام (333) ق.م.

العصر الروماني: استولى القائد الروماني بومبيجي على القدس عام (63) ق.م وضمّها للإمبراطوية الرومانية، وبقيت القدس تحت سيطرتهم حتى عام (636 م) شهدت خلالها العديد من الصراعات والأحداث.

الفتح الإسلامي للقدس: وصلت الجيوش الإسلامية إلى مدينة القدس سنة (636) للميلاد وفُتحت بقيادة الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، إذ عقد مع سكّانها المسيحيّين العُهدة العُمريّة التي حفظت لهم حريّة العبادة، كما غيَّر اسم المدينة من إيلياء إلى القدس.

واتّخذت المدينة منذ ذلك الحين طابعها الإسلامي، وشهدت نهضة علمية وحضارية، وظلت القدس تحت الحكم الإسلامي خمسة قرون، لتقع مرّةً أخرى في يدِ الصليبيين بعد وفاة صلاح الدين الأيوبيّ، واستطاع نجم الدين أيوب أن يستردّها سنة (1244م)، وبعد ذلك ضُمَّت فلسطين بما فيها القدس للسلطنة المملوكية التي حكمت مصر وبلاد الشام بعد الأيوبيين حتى عام (1517 م).

الخلافة العثمانية: دخل العثمانيون القدس بقيادة السلطان سليم الأوّل، ثم خلفه السلطان سليمان القانوني الذي أعاد بناء أسوار المدينة وقبّة الصخرة، وبقيت القدس مدينة تابعة للدولة العثمانية طيلة أربعة قرون، حتى سقوطها بيد الاستعمار البريطاني في الحرب العالمية الأولى سنة (1917 م).

تاريخ القدس الحديث: سقطت القدس بيد الاستعمار البريطاني عقب اِنهيار الدولة العثمانية، وبقيت تحت سيطرتهم خلال الفترة الزمنيّة بين (1917 م -1948 م)، وصدر خلال هذه الفترة وعد بلفور الجائر الذي أدّى إلى اِزدياد هجرة اليهود إلى القدس وجميع الأراضي الفلسطينيّة.

اِنتهى الوجود البريطانيّ في مدينة القدس، ثم احتلّتها العصابات الصهيونيّة، حتى هزيمة يونيو/ حزيران (1967) التي أسفرت عن ضمِّ القدس بأكملها لسلطة الاحتلال الإسرائيلي.

وفي السادس من ديسمبر سنة (2017)، أعلن الرئيس الأميركي الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ممّا أدى إلى قيام انتفاضة جديدة اِستمرّت تداعياتها إلى يومنا هذا.

اسماء مدينة القدس

عُرفت مدينة القدس عبر تاريخها العريق بالعديد من الأسماء، وفقاً للقبائل والشعوب التي حكمت أرضها، ونذكر منها:

يبوس: نسبةً إلى اليبوسيّين.

مدينة داود: أُطلق عليها في زمن نبي الله داود عليه السلام.

أورسالم: خلال حكم البابليّين.

إيلياء: في زمن الرومان.

القدس وبيت المقدس: خلال فترة الدولة الإسلامية.

القدس الشريف: خلال فترة الخلافة العثمانية.

اهمية مدينة القدس

تُعدُّ القدس مدينةٌ مقدسة لسائر البشرية، لا سيما بالنسبة للعرب والمسلمين جميعاً فهي قِبلتهم الأولى، ومسرى رسول الله ﷺ وبوابة الأرض إلى السماء، كما ورد ذكرها في العديد من الأحاديث الشريفة.

عن أبي سعيدٍ الخُدريّ رضي الله عنه قال، قال رسولُ الله ﷺ: «لَا تُشَدُّ اَلرِّحَالُ إِلَّا إِلَى ثَلَاثَةِ مَسَاجِدَ: اَلْمَسْجِدِ اَلْحَرَامِ، وَمَسْجِدِي هَذَا، وَالْمَسْجِدِ اَلْأَقْصَى». [متّفقٌ عليه].

أبواب مدينة القدس

بُني السور المحيط بالقدس على يد اليبوسيّن، إلّا أنه تعرّض للتدمير نتيجة الحروب المتوالية، إلى أن عاد السلطان العثماني سليمان القانوني وقام بإعادة بناء السور كما نعرفه في الوقت الحالي، ولا يزال اسمه منقوشاً في مواضع مختلفة من السور.

للسور (11) باباً منها سبعة أبواب مفتوحة، وأربعة أبواب مغلقة وهي:

أبواب القدس المفتوحة

  1. باب العمود: من أبواب القدس الرئيسية، وهو المنفذُ الرئيسيّ لها، ويعود تاريخه إلى عهد السلطان سليمان القانوني، ويسمّى أيضاً باب دمشق.
  2. باب الساهرة: يقع في الجانب الشمالي من سور القدس، ويرجع إلى عهد السلطان سليمان القانوني أيضاً، كما يُعرف باِسم باب هيرودوتس.
  3. باب الأسباط: يقع في الحائط الشرقي، كما يُطلق عليه اِسم "باب السباع"، و "باب ستي مريم".
  4. باب الخليل: يقع في الحائط الغربي، ويسمّى أيضاً "باب يافا".
  5. باب النبي داوود: قع عند الحائط الجنوبي، ويسمى أيضاً "باب صهيون".
  6. باب المغاربة: يقع في الحائط الجنوبي لسور القدس، ويعتبر أصغر أبواب القدس لذلك سمّى أيضاً "الباب الصغير". 
  7. الباب الجديد: يُعد من أحدث أبواب القدس، ويسمى أيضاً "باب عبد الحميد"، نسبةً للسلطان العثماني عبد الحميد الثاني الذي افتتحه في العام (1898)، إذ تزامن افتتاحه مع زيارة الإمبراطور الألماني غليوم الثاني للمدينة.

أبواب القدس المغلقة

باب الرحمة: يُعرف أيضاً باِسم الباب الذهبي، ويقع في الحائط الشرقي على بعد (200) متر إلى الجنوب من باب الأسباط.

أما الأبواب الثلاثة الأُخرى فتقع في الحائط الجنوبي، وبُنيت في عهد الخليفة الأمويّ عبد الملك بن مروان وهي:

  • الباب الواحد.
  • الباب المثلث.
  • الباب المزدوج.

معالم مدينة القدس

تضم مدينة القدس الشريفة بعض المعالم التاريخية التي زادت من أهميّتها لدى العرب جميعاً، ومن أبرز هذه المعالم:

المسجد الأقصى: ثالث أعظم المساجد لدى المسملين، إذ قال تعالى (سُبۡحَـانَ ٱلَّذِیۤ أَسۡرَىٰ بِعَبۡدِهِۦ لَیۡلࣰا مِّنَ ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِ إِلَى ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡأَقۡصَا ٱلَّذِی بَـٰرَكۡنَا حَوۡلَهُۥ لِنُرِیَهُۥ مِنۡ ءَایَـٰتِنَاۤۚ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلسَّمِیعُ ٱلۡبَصِیرُ) [سورة الإسراء: 1].

كنيسة القيامة: تقع داخل أسوار البلدة القديمة في القدس، يأتي المسيحيّون لزيارتها من جميع أنحاء العالم.

حائط البراق: هو الجدار الغربي للمسجد الأقصى في القدس المحتلة، يعود سبب تسميته إلى "البراق" الذي حمل النبي ﷺ ليلة الإسراء والمعراج، بينما يُطلق عليه اليهود اِسم حائط المبكى حسب زعمهم.

كما تضمُّ قلعة القدس ومسجد عمر بن الخطاب وحي الشيخ جراح الذي يسعى الصهاينة لتهويده وسلبه من الفلسطينيين.

تبرع للقدس عبر مؤسسة إحياء الدولية

نبذل أقصى جهودنا في مؤسسة إحياء الدولية لتقديم كافّة أشكال الدعم لأبناء القدس الشريف، ونسعى للحفاظ على مقدّسات بيت المقدس من التشويه أو الطمس من خلال مجموعة من الأعمال الخيرية على مدار العام، وتتركّز نشاطاتنا على:

  • دعم مسارات التعليم في المدارس وتحفيظ القرآن الكريم للأطفال المقدسيين.
  • رعاية الأيتام والأرامل في مدينة القدس.
  • تقديم السلال الغذائية والمساعدات العينيّة والنقديّة.
  • إقامة برامج سقيا الماء وإفطار الصائمين خلال رمضان المبارك.
  • برامج التمكين الاِقتصادي للأرمال والثكالى في القدس.
  • ترميم الأوقاف والمباني والبيوت المقدسية المهدّدة بالسقوط.

بفضل عطايا أهالي الخير وتبرّعاتهم، صارت مؤسسة إحياء من الجهات الفاعلة في الأراضي المباركة وأصبحت مصدراً للأمل لدى الكثير من العائلات، وندعوك للمشاركة في إغاثة أهالي القدس المحتل وحماية مقدّساته من خلال التبرع للقدس وكن على يقين من وصول أموالك إلى مكانها الصحيح.

 

تبرع للقدس الآن

الاسئلة الشائعة

ما هي أهمية القدس عند المسلمين؟

للقدس أهميّة عظيمة عند للمسلمين، فهي أولى القبلتين وثالث الحرمين ومسرى رسول الله محمد ﷺ إذ عرج منها إلى السماء في حادثة الإسراء والمعراج، كما وصّى بها في العديد من الأحاديث الشريفة.

ما سبب تسمية القدس بهذا الاسم؟

يعودُ سبب تسمية القدس بهذا الاسم لزمن الفتح الإسلامي لها على يد الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، كما سُمّيت باسم القدس الشريف في العهد العثماني.

بما تشتهر القدس؟

تشتهر القدس بوجود المسجد الأقصى وكنيسة القيامة وحائط البراق، كما أنها مسرى رسول الله ﷺ إلى السماء ليلة الإسراء والمعراج.

لماذا تريد اسرائيل احتلال المسجد الاقصى؟

تريد اسرائيل احتلال المسجد الأقصى لطمس المعالم الإسلامية في القدس، كما يدّعي الصهاينة وجود الهيكل المزعوم أسفل المسجد الأقصى المبارك.

من اسس مدينة القدس؟

تذكرُ المراجع التاريخيّة أن أوّل من أسس مدينة القدس هم اليبوسيّين (أحد القبائل العربية الكنعانيّة)، وسُميّت حينها باِسم "يبوس" نسبةً لهم.

المصادر