تبرع سريع
تبرع بسرعة
$

مفهوم الكفارة وأنواعها

الصفحة الرئيسية

مدونة إحياء

مفهوم الكفارة وأنواعها

تعتبر الكفارة باب من أبواب التوبة، وشكل من أشكال طلب المغفرة التي يلجأ إليها المسلم الذي ارتكب إثماً أو تجاوزاً شرعياً، فالكفارة هي مجلبة للعفو عن المذنب ورحمة لآخذ الكفارة من فقير أو مسكين، لتكون بذلك صورة أخرى من صور التكافل الاجتماعي التي جاء بها الدين الإسلامي الحنيف.

في هذا المقال سنتناول مفهوم الكفارة وأنواعها، وما الحكمة منها والفرق بينها وبين الفدية، وكيفية توزيع الكفارة لمستحقيها. كما سنجيب على بعض الأسئلة الشائعة حول الكفارة.

ما هي الكفارة؟

الكفّارة في الإسلام هي نوع من أنواع العبادات التي يؤديها المسلم بسبب ارتكاب معصية أو تأخير فريضة أو تركها بغير عذر. إذ تعتبر الكفارة طريقة للتكفير عن الذنب وإطفاء آثاره والعودة إلى رضا الله تعالى.

ويعود أصل كلمة كفّارة في اللغة العربية إلى كلمة كَفر وهو الستر أو تغطية الشيء، فالكفارة تكفُر أو تستُر الذنب، وهو ما تشير إليه الكلمة اصطلاحاً، إذ تُؤدّى برجاء تستر الذنوب والمعاصي.

الحكمة من الكفارة

الحكمة الأساسية من الكفارة هي تطهير المؤمن من الآثار والتبعات السيئة التي قد تكون نتيجة للمعاصي والذنوب التي ارتكبها، وتأتي الكفارة لتكون رادعاً له أمام تكرار ذات المعصية أو المخالفة الشرعية، بالإضافة إلى ذلك، تعزز الكفارة من الوازع الديني لدى دافعها وتنمّي فيه روح المسؤولية.

كما تتجلى الحكمة من الكفارة بأنها تذهب إلى الفئات المحتاجة المستحقة للزكاة، وهو ما يحقق نوعاً من أنواع التكافل والتضامن الاجتماعي ويقلل الفروقات الطبقية بين أفراد المجتمع.

الفرق بين الكفارة والفدية

يكمن الفرق الأساسي بين الكفارة والفدية بأن الكفارة يرتبط جوبها بوجود مخالفة شرعية مثل الظِهار أو الجماع في نهار رمضان.

بينما الفدية تكون عند وجود عذر معيّن خارج إرادة الإنسان يمنعه عن أداء فريضة، مثل عدم القدرة على الصيام بسبب المرض.

ويمكن أن تجتمع الكفّارة والفدية في حالات معيّنة مثل القتل الخطأ، إذا كان المقتول مؤمناً ومن قوم مؤمنين أو قوم معاهدين، فإن على الجاني دفع الفدية لأهل القتيل، كما عليه كفارة صيام شهرين متتابعين.

بمعنى آخر: الكفارة هي لطلب تكفير معصية أو محرّم، وعادة ما تكون تالية لوقوع التصرف الممنوع، بينما الفدية فهي أداء تعويض مقابل الإعفاء عن مطلوب شرعاً، بحيث يؤديها المكلّف قبل تركه للفعل المشروع في الأصل.

أنواع الكفارة

هناك عدة أنواع من الكفارة في الإسلام، ومنها:

كفارة اليمين

تتعلق بالنذور والأيمان المعقودة والمنقوضة وليس باللغو في الكلام، وكفارة اليمين تكون إما إطعام 10 مساكين أو كسوتهم أو تحرير رقبة عبدٍ مسلم، أما إن عجز المذنب عن أداء إحدى هذه الثلاث فعليه صيام ثلاثة.

وجاءت هذه الأحكام في قوله تعالى: {لَا یُؤَاخِذُكُمُ ٱللَّهُ بِٱللَّغۡوِ فِیۤ أَیۡمَـٰنِكُمۡ وَلَـٰكِن یُؤَاخِذُكُم بِمَا عَقَّدتُّمُ ٱلۡأَیۡمَـٰنَۖ فَكَفَّـٰرَتُهُۥۤ إِطۡعَامُ عَشَرَةِ مَسَـٰكِینَ مِنۡ أَوۡسَطِ مَا تُطۡعِمُونَ أَهۡلِیكُمۡ أَوۡ كِسۡوَتُهُمۡ أَوۡ تَحۡرِیرُ رَقَبَةࣲۖ فَمَن لَّمۡ یَجِدۡ فَصِیَامُ ثَلَـٰثَةِ أَیَّامࣲۚ ذَ ٰ⁠لِكَ كَفَّـٰرَةُ أَیۡمَـٰنِكُمۡ إِذَا حَلَفۡتُمۡۚ} [سورة المائدة: 89].

كفارة الظِهار

والظهار هو شكل من أشكال الطلاق في الجاهلية، ويقع عندما يُحرّم الرجل زوجته على نفسه بأن يقول مثلاً "أنت عليَّ كظهر أمي"، وكفارة الظهار إما بتحرير رقبة عبدٍ مسلم أو صيام شهرين متتالين لمن لم يجد، وإن لم يستطع المذنب فعليه إطعام ستين مسكيناً.

وذلك لقوله تعالى: {وَٱلَّذِینَ یُظَـٰهِرُونَ مِن نِّسَاۤىِٕهِمۡ ثُمَّ یَعُودُونَ لِمَا قَالُوا۟ فَتَحۡرِیرُ رَقَبَةࣲ مِّن قَبۡلِ أَن یَتَمَاۤسَّاۚ ذَ ٰ⁠لِكُمۡ تُوعَظُونَ بِهِۦۚ وَٱللَّهُ بِمَا تَعۡمَلُونَ خَبِیرࣱ * فَمَن لَّمۡ یَجِدۡ فَصِیَامُ شَهۡرَیۡنِ مُتَتَابِعَیۡنِ مِن قَبۡلِ أَن یَتَمَاۤسَّاۖ فَمَن لَّمۡ یَسۡتَطِعۡ فَإِطۡعَامُ سِتِّینَ مِسۡكِینࣰاۚ ذَ ٰ⁠لِكَ لِتُؤۡمِنُوا۟ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦۚ وَتِلۡكَ حُدُودُ ٱللَّهِۗ وَلِلۡكَـٰفِرِینَ عَذَابٌ أَلِیمٌ} [سورة المجادلة: 3 - 4].

كفارة الصيام

وتتعلق بالأيام التي لم يصمها المؤمن في رمضان، وهي تختلف باختلاف نوعها على الشكل التالي:

أولاً- بوجود عذر

كأن يفطر المسلم في رمضان بسبب مرض مزمن لا يستطيع معه قضاء أيام الصيام، وكفارة ذلك إطعام مسكينٍ عن كل يوم أفطره بمقدار نصف صاع من الطعام الشائع عند أهل البلد كالقمح مثلاً، (الصاع = 3 كيلوغرام تقريباً).

ودليل ذلك من القرآن الكريم في قوله تعالى: {فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ} [سورة البقرة: 184]

ثانياً - بدون عذر

كأن يجامع الرجل زوجته في نهار رمضان، وكفّارة ذلك: إما تحرير رقبة عبدٍ مسلم أو صيام شهرين متتالين لمن لم يجد، وإن لم يستطع المذنب فعليه إطعام ستين مسكيناً.

والدليل على هذا الحكم في حديث أبي هريرة رضي الله عنه حيث قال: جَاءَ رَجُلٌ إلى النَّبيِّ ﷺ فَقَالَ: هَلَكْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ! قَالَ: وَمَا أَهْلَكَكَ؟ قَالَ: وقَعْتُ علَى امْرَأَتي في رَمَضَانَ، قَالَ: تَسْتَطِيعُ تُعْتِقُ رَقَبَةً؟ قَالَ: لَا. قَالَ: فَهلْ تَسْتَطِيعُ أنْ تَصُومَ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ؟ قَالَ: لَا. قَالَ: فَهلْ تَسْتَطِيعُ أنْ تُطْعِمَ سِتِّينَ مِسْكِينًا؟ قَالَ: لَا. قَالَ: اجْلِسْ. فَجَلَسَ، فَأُتِيَ النَّبيُّ ﷺ بعَرَقٍ فيه تَمْرٌ وقَالَ: خُذْ هذا فَتَصَدَّقْ به. قَالَ: أعَلَى أفْقَرَ مِنَّا؟ فَضَحِكَ النَّبيُّ ﷺ حتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ، ثُمَّ قَالَ ‏"‏اذْهَبْ فَأَطْعِمْهُ أَهْلَكَ". [صحيح البخاري - 6709]‏.‏

تبرع بكفارتك إلى القدس

يُعتبر أهالي القدس الشريف مثالاً للصمود والثبات في الحفاظ على دينهم وعرضهم وممتلكاتهم، وهم يدفعون ثمن هذا الصمود من خلال تعرضهم لشتى أشكال التضييق الاقتصادي والاجتماعي، وارتفعت بذلك نسب الفقر بينهم.

ندعوك في مؤسسة إحياء الدولية للتبرّع بزكاة مالك لصالح مدينة القدس المباركة، من خلال برامجنا الإغاثية المتنوعة في رحاب الأرض المباركة، كن عوناً وناصراً لهم في معركة الحق والباطل!

وتتمثل رؤية مؤسستنا بشكل عام في دعم صمود وثبات المقدسيين في وجه الطامعين لاقتلاعهم من جذورهم التاريخية والدينية والروحية في القدس الشريف. لذا تتركز مشاريعنا المتنوعة لدعم هذا الصمود عبر عدة محاور وبرامج مثل:

  • إفطار الأقصى.
  • السلة الرمضانية.
  • بسمة العيد.
  • زكاة الفطر.
  • سقيا الماء.
  • شد الرحال إلى الأقصى.
  • ترميم منازل المرابطين.
  • جبر عثرات الكرام.
  • الكفالات ورعاية الأيتام في القدس.
  • برامج تحفيظ القرآن في مدينة القدس.

الأسئلة الشائعة

هل يجوز إخراج الكفارة نقداً؟

يجوز إخراج الكفارة نقداً بحسب المذهب الحنفي في حين أن مذاهب المالكية والشافعية والحنابلة قالت بعدم جواز دفع الكفارة نقداً بدل الطعام.

هل يجوز دفع الكفارة للجمعيات الخيرية؟

نعم، يجوز دفع الكفارة للجمعيات الخيرية والمؤسسات الإنسانية طالما أن هذه المؤسسات توزع الكفارات على المستحقين وفقًا للشروط الشرعية.

لمن تعطى الكفارة؟

تعطى الكفارة عادة للفقراء والمساكين والمحتاجين، وذلك بناءً على نصوص الشريعة وتوجيهات العلماء، ويمكن توزيع الكفارة على المستحقين مباشرة أو عن طريق الجمعيات والمؤسسات الخيرية.

هل يجوز دفع الكفارة لشخص واحد؟

يجوز دفع الكفارة لشخص واحد بحسب المذهب الحنفي على أن تدفع له على 10 أيام وليس في يوم واحد، في حين أن مذاهب المالكية والشافعية والحنابلة قالت بعدم جواز دفع الكفارة إلى أقل من 10 مساكين.