أهمية وفضل تحفيظ القرآن الكريم

القرآن الكريم: كتاب الله الخالد، وكلامه القديم، ودستوره القويم، معجزة نبيه الكريم، وطريق هداية خلقه، من تمسك به فاز ونجا في الدنيا والآخرة، ومن أعرض عنه عاش في ضيق الدنيا، ونال الخسران المبين، ويكفينا شرفاً أننا ننسب إلى القرآن الكريم (أمة القرآن الكريم).

فما هي أهمية وفضل تعلم القرآن الكريم وتعليمه؟ وما هو حكم حفظ القرآن الكريم وتحفيظه؟ هذا ما سنقدمه لكم في هذا المقال.

أهمية حفظ القرآن الكريم وتحفيظه

يعتبر حفظ القرآن الكريم من أهم الأمور التي تساعد على تحقيق السعادة والرضا في الدنيا والآخرة، فالقرآن الكريم أساس العلوم، وهو أهم العلوم كما قال (الإمام النووي) رحمه الله تعالى، ولحفظ القرآن الكريم أهمية عظمى لا يمكن أن تُعدُّ ولا تُحدُّ ولا تُحصى، لكن نذكر بعض الأمور في أهمية حفظ القرآن الكريم:

•  القرآن الكريم هو دستور حياة للمسلم وغير المسلم.
• القرآن الكريم منبع القيم والأخلاق الكريمة، فمن حفظ القرآن تَقَوَّم سلوكه، وحَسُنت أخلاقه، وقدوته في ذلك رسول الله ﷺ الذي اتصف خُلُقُه بالقرآن.
• إنّ حفظ القرآن الكريم يرفع قدر صاحبه في الدنيا والآخرة: فمن حفظ القرآن الكريم نال مكانةً عاليةً بين المسلمين، فالله سبحانه وتعالى يرفع بالقرآن أقواماً، لأنهم أحبوا مناجاة الله بكلامه، ويضع بالقرآن أقواماً لأنهم هجروا كلام الله، وهذا في الدنيا
• أما في الآخرة فمنزلة حافظ القرآن الكريم مع الملائكة الكرام الأبرار، ويُلبسه الله تاج الكرامة، وينال الغاية العظمى (رضوان الله سبحانه وتعالى عنه).
• إنّ حفظ القرآن الكريم يدخل صاحبه تحت صفة أهل الله: فأهل القرآن هم أهل الله وخاصّته، فمن كان من أهل الله كان في رعاية الله وعنايته، وحاشا للمولى سبحانه أن يُضيّع من كان في رعايته وتحت عينه.

فضل تحفيظ القرآن 

إنّ تحفيظ القرآن الكريم من الأعمال العظيمة والمحببة إلى الله تعالى، ويكفي من يقوم بتحفيظ القرآن فضلاً اقتداؤه بعمل النبي ﷺ في تلاوته القرآن على الناس، ليُرشدهم، ويُزكّي نفوسهم، ويُعلّمهم أحكام القرآن من أوامر الله ونواهيه، قال تعالى: (هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ)

إنّ مهمة تحفيظ القرآن الكريم هي أسمى الوظائف، التي ينالها ويُشرّف بها من حبس وقته على تحفيظ آيات الله للناس، بل إنّ رسول الله ﷺ قد وضعه في المرتبة الأولى من الخيرية، فقد قال رسول الله ﷺ: (خيركم من تعلّم القرآن وعلّمه) [البخاري – 5027]، فمعلم الناس القرآن جعله رسول الله في أعلى الناس منزلة، وأرفعهم ذكراً.

حكم حفظ القرآن

إنّ حفظ القرآن الكريم له عدة أحكام، منها ما هو فرض عين على كل مسلم، ومنها ما هو فرض كفاية إذا قام به بعض المسلمين سقط عن الباقين، ومنها ما هو مستحب.

حفظ القرآن الكريم الواجب على كل مسلم

هو ما لا تصحّ الصلاة إلا به: وهو حفظ سورة الفاتحة وشيء يسير بعدها (على قول من رأى قراءة شيء بعد الفاتحة)، وهو فرض عينٍ على كل مسلم، لأنه مالا يتم الواجب إلا به فهو واجب، ومن لم يقرأ بفاتحة الكتاب فصلاته باطلة غير صحيحة كما أخبرنا رسول الله ﷺ.

ما كان من حفظ القرآن الكريم فرض كفاية (إن قام به البعض سقط عن الباقين)

وذلك حتى لا يدخله التحريف، علماً أن الله جل في علاه قد تكفّل بحفظ القرآن الكريم، ومن صور كفالة الله لكتابه الكريم أن هيّئ له من يقوم بحفظه غيباً من عباده الذين اصطفاهم وشرّفهم بحمل هذه المهمة.

حفظ القرآن الكريم المستحب

وهو متاح  لكل المسلمين، ولو كان الحفظ شيءٌ يسيرٌ من القرآن الكريم.

حلقات تحفيظ القرآن في القدس

تعتبر حلقات القرآن في القدس من أهم وأشهر الحلقات في العالم الإسلامي، لأنها تقام في المسجد الأقصى المبارك وغيره من المساجد في مدينة القدس، وتهدف هذه الحلقات إلى تعليم القرآن الكريم وتحفيظه للأطفال والشباب والنساء والرجال، وتشجيع المسلمين على حفظ القرآن الكريم وتلاوته بالتجويد والتمهّل.

وتعتبر حلقات القرآن في القدس مركزاً لتعليم القرآن الكريم وتحفيظه، حيث يتم توفير جميع الأدوات والمصادر اللازمة لتحفيظ القرآن الكريم بشكل صحيح ومنهجي، وتشتهر هذه الحلقات بالتدريس بطريقة الحفظ بالتكرار، حيث يتم تكرار الآيات المحفوظة عدة مرات حتى يتم حفظها بشكل جيد.

وتعتبر حلقات القرآن في القدس محطة للطلاب والمتعلمين الذين يرغبون في تحفيظ القرآن الكريم، وتوفر لهم الفرصة لتعلم القرآن الكريم بشكل صحيح ومنهجي، وتشجعهم على تلاوته بالتجويد والتمهل والتدبر في معانيه.

وتعد حلقات القرآن في القدس من الأماكن المباركة التي يأتي إليها المسلمون من جميع أنحاء العالم لتعلم القرآن الكريم وتحفيظه، وتعتبر رمزاً للتراث الإسلامي في المدينة المقدسة.

تبرّع لحلقات تحفيظ القرآن في القدس

يعتبر دعم حلقات تحفيظ القرآن في القدس من الأعمال العظيمة، والأهداف الرئيسية لمؤسسة إحياء الدولية، التي أخذت على عاتقها إيصال مساعداتكم لحلقات القرآن في القدس، وتقديم كل عون لمن اصطفاهم الله لحفظ كتابه تَعَلُّماً أو تعليماً. 

وتقوم مؤسسة إحياء الدولية على تقديم المساعدات لفقراء القدس وأراملها وأيتامها، الذين ضاقت بهم السبل نتيجة الحصار الاقتصادي الذي فرضه الاحتلال الإسرائيلي على مدينة القدس ومدن فلسطين كلها.

إن دعم حلقات تحفيظ القرآن في القدس هو فرصة مميزة لتصبح جزءاً من عمل عظيم. بتبرعك، تساهم في تعليم وحفظ كتاب الله تعالى، وهي خطوة تفتح لك أبواب الخير والبركة في حياتك. فعندما تمد يد المساعدة لأولئك الذين يسعون للتعلم والتعليم؛ تذكر أن الله سيجزيك على كل خير تفعله بأضعافه.

لا تنسى أن التبرع يصنع الفرق ويحدث تغييراً حقيقياً في حياة الآخرين. فبصغير العطاء يمكنك أن تساهم في بناء مجتمع قرآني قوي ومترابط.

دعمك لحلقات تحفيظ القرآن في القدس يعزز الهوية الإسلامية ويساهم في بناء جيل متعلم وملتزم بتعاليم القرآن، لذا، استثمر في الخير والبركة، وتبرع لحلقات تحفيظ القرآن في القدس. فبإرادتك الصادقة والعمل الخيري الذي تقدمه، ستحقق تأثيراً إيجابياً على حياة الآخرين.

 

تبرع للقدس الآن

 

الأسئلة الشائعة

المصادر:

إسلام ويب
الإسلام سؤال وجواب
الدرر السنية