تبرع سريع
تبرع بسرعة
$

العقيقة وأحكامها

الصفحة الرئيسية

مدونة إحياء

العقيقة وأحكامها

العقيقة من السنن المؤكدة في الإسلام، وهي مناسبة دينية يقوم بها المسلمون بعد ولادة طفل جديد، وهي من الأعمال التي تحظى بمنزلة كبيرة في ديننا الإسلامي، إذ تنطوي العقيقة على ثوابين في آنٍ واحد: العقيقة طلباً لبركة الله على هذا المولود، والتبرع للمحتاجين، فيجازى عليهما المسلم بالثواب والخير الكثير.

ما هي العقيقة؟

العقيقة لغةً: تطلق على:

  1. الشعر الموجود عند كل مولود من الناس والبهائم، والذي نبت عليه وهو في بطن أمه.
  2. الذبيحة التي يهرق دمها عن حلق شعر المولود.

أما العقيقة اصطلاحاً: فهي ما يذبح عن المولود شكراً لله تعالى، وفق نيّة وشروط محددة.

ولها تسميات أخرى فبعض الشافعية لم يستحبوا تسميتها عقيقة وقالوا: نسيكة أو ذبيحة.

حكم العقيقة

العقيقة من السنن مؤكدة عند السادة الشافعية، والسادة الحنابلة في أصح القولين عندهم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الغلام مرتهن بعقيقته يذبح عنه يوم السابع، ويسمى، ويحلق رأسه) رواه الترمذي [1522]

وتدخل ضمن المباحات عند السادة الحنفية، حيث تذبح في اليوم السابع من الولادة بعد أن يسمى المولود ويحلق شعره ويتصدق عنه، وقيل: يمكن أن يعق تطوعاً ناوياً شكر المنعم جل وعلا. 

وهي من المندوبات عند السادة المالكية، وحكم المندوب عندهم درجة أقل من المسنون.

العقيقة عن الذكر والأنثى

ينقل عن السادة الشافعية، والحنابلة أن العقيقة تستحب عن الذكر بشاتين متماثلتين وعن الأنثى بشاة واحدة، لحديث عائشة رضي الله عنها أنّ رسول الله ﷺ (أمرهم عن الغلام شاتان مكافئتان وعن الجارية بشاة) رواه الترمذي [1513].

       وقالوا بجواز العقيقة عن الذكر بشاة واحدة لحديث ابن عباس رضي الله عنهما: أنّ النبي ﷺ (عق عن الحسن والحسين رضي الله عنهما كبشا كبشا).

أما قول السادة الحنفية والمالكية إلى أنه يعق عن الغلام والجارية شاة شاة وكان ابن عمر رضي الله تعالى عنهما يفعله.

وقال الحسن وقتادة لا عقيقة عن الجارية.

الفرق بين الأضحية والعقيقة

من الأعمال التي يتقرب فيها إلى الله سبحانه وتعالى: العقيقة والأضحية 

غير أن العقيقة تذبح للتقرب إلى الله تعالى والشكر له سبحانه على تمام إكرامه للوالدين بالمولود، ولا تقيد بوقت معين، إذ هي مرتبطة بقدوم المولود في أي وقت من العام.

وأما الأضحية فإنها تذبح تقرباً إلى الله تعالى، وطمعاً بنيل رضاه، لكنها مقيدة بوقت مخصوص في أيام النحر من شهر ذي الحجة.

 الحكمة من العقيقة

سن الشرع الحنيف العقيقة لما فيها من إظهار السرور والنعمة، وهناك أسباب لتشريعها:

  1. شكر لله المتفضل على هذه النعمة.
  2. تعتبر فدية عن المولود، كفداء الله سبحانه لإسماعيل عليه السلام بالكبش، وهي عادة كانت موجودة في الجاهلية لكن كانوا يقومون بتلطيخ رأس المولود بالدم، فأقر الإسلام العقيقة ونهى عن تلطيخ رأس المولود بالدم.
  3. الإشهار بأن هذا الشخص قد رزقه الله مولوداً، وسماه كذا.
  4. هي نوع من أنواع التكافل الاجتماعي في الإسلام من خلال إرسال الهدايا للفقراء والأصدقاء والجيران أو دعوتهم إليها، مما يساعد في تخفيف معاناة الفقراء والمحتاجين.

من هو المطالب بتقديم العقيقة؟

المطالب بالعقيقة؛ هو الشخص (الأصل) الذي تلزمه نفقة المولود بتقدير فقره، فيبذلها من ماله الخاص، وليس من مال المولود، وهذا مذهب الشافعية،  وقال المالكية والحنابلة أن الأب هو المطالب بالعقيقة.

ولا يحق لمن لا تلزمه النفقة أن يعق عن المولود إلا بإذن من تلزمه، وإذا بلغ هذا المولود ولم يعق عنه أحد يندب له أن يعق عن نفسه عند الشافعية.

شروط العقيقة

 يقبل من العقيقة الجنس الذي يُعتمد في الأضحية، وهو الأنعام من إبل وبقر وغنم، ولا يُقبل غيرها، وهذا متفق عليه بين الحنفية، والشافعية والحنابلة، وهو أرجح القولين عند المالكية والقول الآخر عند المالكية  أنها لا تكون إلا من الغنم.

ما يجزئ في العقيقة؟ قال الشافعية: يصح فيها مقدار ما يصح في الأضحية وأقله شاة كاملة، أو السُبع (1/7) من بدنة أو من بقرة، وقال المالكية والحنابلة: لا يقبل في العقيقة إلا بدنة كاملة أو بقرة كاملة.

ذهب جمهور الفقهاء إلى أن شروط ذبح العقيقة هي الشروط الموجودة في أي ذبيحة، والأفضل أن يقول: (اللهم لك وإليك هذه عقيقة فلان)، وذلك لحديث عائشة رضي الله عنها أن النبي ﷺ عق عن الحسن والحسين وقال: (قولوا بسم الله والله أكبر اللهم لك وإليك هذه عقيقة فلان) المحدث النووي في المجموع.

أما طبخ العقيقة أو توزيعها نيئة؛ فذهب جمهور الفقهاء إلى أنه من الأفضل أن تطبخ العقيقة كلها، لحديث عائشة رضي الله عنها: السنة شاتان مكافئتان عن الغلام وعن الجارية شاة، تطبخ جدولا ولا يكسر عظما، ويأكل ويطعم ويتصدق وذلك يوم السابع، وأجاز الحنفية تفريق العقيقة نيئة ومطبوخة.

وقت ذبح العقيقة

وقت ذبح العقيقة عند الشافعية والحنابلة يبدأ من تمام خروج المولود، فلا تصح عقيقة قبله، بل تكون ذبيحة عادية، أما وقت العقيقة عند الحنفية والمالكية فهو في اليوم سابع بعد الولادة ولا يكون قبله، واتفق العلماء على استحباب كون الذبح في اليوم السابع مع اختلاف في وقت الإجزاء كما سبق.

متى تسقط العقيقة عن المكلف بها

 ينتهي وقت ذبح العقيقة عند المالكية بانتهاء اليوم السابع.

وقال الشافعية: إن وقت القبول في حق الأب ونحوه ينتهي إذا وصل المولود إلى سن البلوغ. 

وقال الحنابلة وهو قول عند المالكية لكنه ضعيف: إن فات ذبح العقيقة في اليوم السابع فمن السنة أن تذبح في اليوم الرابع عشر، فإن فات ذبحها فيه تذهب إلى اليوم الحادي والعشرين من ولادة المولود فيسن ذبحها فيه وهو قول عند المالكية، وهذا مروي عن عائشة رضي الله تعالى عنها.

أقر الشافعية على أن العقيقة لا تسقط بتأخيرها، لكن يستحب ألا تؤخر عن سن البلوغ، فإن لم تقدم العقيقة، سقط حكمها في حق غير المولود ثم يعطى هذا المولود الخيار في العقيقة عن نفسه. 

تبرع بعقيقتك إلى القدس

ندعوك في مؤسسة إحياء الدولية للتبرع لصالح أهالي القدس الشريف عبر برامجنا الإغاثية الداعمة، فهم من أحقّ الناس في تلقّي أموال الصدقة والزكاة، إذ يحملون راية الدفاع عن الأقصى المُبارك في وجه الكيان الغاصب ويعانون من أزمة اقتصاديّةٍ خانقة ثمناُ لثباتهم وصمودهم.

 إليك البعض من أعمال مؤسسة إحياء الدولية في القدس الشريف:

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «من فَطَّرَ صَائِمًا أَوْ جَهَّزَ غَازِيًا فَلَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ»، فلا تتردّد في التبرّع لهم وحسبك قوله تعالى: (إِنَّ ٱللَّهَ یَجۡزِی ٱلۡمُتَصَدِّقِینَ) [سورة يوسف 88]. 

المصادر

الأسئلة الشائعة

هل العقيقة واجبة؟

العقيقة سنة مؤكدة عند الشافعية والحنابلة، مباحة عند الحنفية، مندوبة عند المالكية

هل يجوز ذبح العقيقة بعد سنوات؟

يجوز ذبح العقيقة بعد سنوات وقال الشافعية: لا تسقط بتأخيرها لكن يستحب ألا تؤخر عن سن البلوغ فإن أخرت حتى يبلغ سقطت في حق غير المولود، ويخير المولود في العقيقة عن نفسه

هل يجوز الجمع بين العقيقة والأضحية؟

هناك قولان في المسألة: 1- لا تجزئ الأضحية عن العقيقة، وهو مذهب المالكية والشافعية، ورواية عن الإمام أحمد وحجة أصحاب هذا القول: أن كلاً منهما مقصود لذاته. 2- تجزئ الأضحية عن العقيقة، وهو رواية عن الإمام أحمد، وهو مذهب الأحناف، وبه قال الحسن البصري ومحمد بن سيرين وقتادة رحمهم الله. وحجة أصحاب هذا القول أن المقصود منهما التقرب إلى الله بالذبح، فدخلت إحداهما في الأخرى.

هل يجوز التصدق بالعقيقة؟

يجوز التصدق بالعقيقة وذهب جمهور الفقهاء إلى أنه من الأفضل أن تطبخ العقيقة كلها وتوزع، وقال الحنفية: يجوز في العقيقة تفريقها نيئة ومطبوخة.