شهر رمضان وفضل صيامه

كتب الله تعالى الصيام على المسلمين في السنة الثانية للهجرة، والصوم عبادةٌ مفروضة في شهر رمضان المُبارك وأحد أركان الإسلام، وقد وعد الله الصائمين الطائعين بعظيم الأجر والثواب.

سنتعرّف في هذا المقال على فضل الصيام وفوائده، بالإضافة إلى الأحكام المتعلّقة بالشهر الكريم.

حكم صيام شهر رمضان

صيام شهر رمضان فريضة واجبة على المسلمين جميعاً، ولا شكَّ أن الإفطار فيه دون وجود عذرٍ شرعيّ يُعدُّ كبيرةً من الكبائر ومخالفة مباشرة لأوامر اللهِ تعالى، إذ أمر الله عباده بالصيام في قوله:

• (یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ كُتِبَ عَلَیۡكُمُ ٱلصِّیَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى ٱلَّذِینَ مِن قَبۡلِكُمۡ لَعَلَّكُمۡ تَتَّقُونَ) [سورة البقرة 183].
• (شَهۡرُ رَمَضَانَ ٱلَّذِیۤ أُنزِلَ فِیهِ ٱلۡقُرۡءَانُ هُدࣰى لِّلنَّاسِ وَبَیِّنَـٰتࣲ مِّنَ ٱلۡهُدَىٰ وَٱلۡفُرۡقَانِۚ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ ٱلشَّهۡرَ فَلۡیَصُمۡهُۖ) [سورة البقرة 185]. 

فضل صيام رمضان

يُقبل علينا شهر رمضان المُبارك حاملاً في ثناياه البشائر والرّحمات، فهو شهر مضاعفة الثواب ومغفرة الذنوب وتطهير القلوب، وليس من الممكن أن نُحصي فضائله في سطورٍ قليلة.

فيما يلي أبرز فضائل الصوم في رمضان:

1. سببٌ لمغفرة الذنوب: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: ‏ "‏ مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ ‏"‏‏.‏
2. سبيلٌ لمرضاة الله تعالى: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ:‏ "‏ يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ الصَّوْمُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ يَدَعُ شَهْوَتَهُ وَأَكْلَهُ وَشُرْبَهُ مِنْ أَجْلِي، وَالصَّوْمُ جُنَّةٌ، وَلِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ فَرْحَةٌ حِينَ يُفْطِرُ وَفَرْحَةٌ حِينَ يَلْقَى رَبَّهُ، وَلَخَلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ "‏‏.‏
3. طريقٌ لدخول الجنّة: عَنْ جَابِرٍ، أَنَّ رَجُلاً، سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ فَقَالَ أَرَأَيْتَ إِذَا صَلَّيْتُ الصَّلَوَاتِ الْمَكْتُوبَاتِ وَصُمْتُ رَمَضَانَ وَأَحْلَلْتُ الْحَلاَلَ وَحَرَّمْتُ الْحَرَامَ وَلَمْ أَزِدْ عَلَى ذَلِكَ شَيْئًا أَأَدْخُلُ الْجَنَّةَ؟ قَالَ ‏"نَعَمْ"‏.‏

فوائد صيام شهر رمضان الصحية

لا تقتصر مزايا الصوم على الجانب الروحيّ والتقرّب من الله، وإنما للصيام الصحيح فوائد كبيرة على الصحّة البدنية والنفسية للإنسان، إذ يوصي الأطباء عادةً بالصيام الكامل أو المتقطّع لما له من أثر واضح، ومن بين هذه الفوائد:

1. يساعد على إنقاص الوزن الزائد.
2. يزيد من إنتاجية الخلايا العصبية وينشط الدماغ ويحميه من بعض الأمراض.
3. له دور رئيسي في السيطرة على نسبة السكر في الدم.
4. يساهم في تأخير الشيخوخة وتجديد خلايا الجسم.
5. تخفيض عوامل الالتهاب ومحفزات السرطان.

فدية افطار رمضان

الفدية هي ما يجب على المُسلم المكلّف الذي أفطر في أيام رمضان لوجود عذرٍ شرعي، كالذي أفطر بسبب مرضٍ مزمنٍ لا يُرجى شفاؤه، أو كان عجوزاً هرماً لا يقوى على الصيام.

 

والفدية هي مقدار نصف صاعٍ من القمح أو قيمتها، ومدٌّ من الطعام من غالب قوت البلد عن كل يوم عند الجمهور، بقدر ما فاته من الأيام، والصاع يساوي (2751) غرام، أما المدّ فهو ربع صاع.

 

قال تعالى: (أَیَّامࣰا مَّعۡدُودَ ٰ⁠تࣲۚ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِیضًا أَوۡ عَلَىٰ سَفَرࣲ فَعِدَّةࣱ مِّنۡ أَیَّامٍ أُخَرَۚ وَعَلَى ٱلَّذِینَ یُطِیقُونَهُۥ فِدۡیَةࣱ طَعَامُ مِسۡكِینࣲۖ فَمَن تَطَوَّعَ خَیۡرࣰا فَهُوَ خَیۡرࣱ لَّهُۥۚ وَأَن تَصُومُوا۟ خَیۡرࣱ لَّكُمۡ إِن كُنتُمۡ تَعۡلَمُونَ) [سورة البقرة 184].

كفارة افطار رمضان

عن أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ يَرْوِيهِ عَنْ رَبِّكُمْ، قَالَ: "‏لِكُلِّ عَمَلٍ كَفَّارَةٌ، وَالصَّوْمُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، وَلَخَلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ "‏‏.‏ 

 

تجبُ كفارة الصيام في رمضان على من أفطر في أحد أيامه دون وجود عذرٍ شرعي، و قيمتها ما يساوي قيمة إطعام 60 مسكين من متوسط ما يأكل الشخص الذي وجبت عليه الكفارة.

إفطار الصائم في رمضان

لا يجوز إفطار الصائم في رمضان وذلك بإجماع جمهور العلماء والفقهاء، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «مَنْ أَفْطَرَ يَوْمًا مِنْ رَمَضَانَ مِنْ غَيْرِ رُخْصَةٍ وَلَا مَرَضٍ لَمْ يَقْضِ عَنْهُ صَوْمُ الدَّهْرِ كُلِّهِ وَإِنْ صَامَهُ».

بينما هناك حالاتٌ محددّة يجوز الإفطار فيها مع وجوب القضاء أو الفدية أو الكفارة، مثل:

• إفطار المرأة الحائض: يجب عليها قضاء أيام الفطر.
• إفطار المريض أو المسافر: عليهم القضاء أيضاً.
• إفطار كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة: عليهم دفع الفدية.
• الإفطار عمداً بالأكل والشرب: وجبت عليه التوبة والقضاء.
• الإفطار عمداً بالجماع في رمضان: وجبت عليه التوبة والقضاء والكفارة.

تبرع لإفطار صائم

زكاة الفطر

زكاة الفطر هي الصدقة الخاصّة بشهر رمضان المبارك، وهي تطهير وتنقية لعبادة الصائم ووسيلة لإدخال الفرحة والسرور إلى قلوب الفقراء خلال العيد، وقيمتها حوالي (2.7) كغ من التمر، أو صاعٍ من الغذاء الرئيسي للفرد في البلد التي يعيش فيها.

 

عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنه قَالَ: (فَرَضَ رَسُولُ اللَّهِ ‏ﷺ زَكَاةَ الْفِطْرِ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ عَلَى الْعَبْدِ وَالْحُرِّ وَالذَّكَرِ وَالْأُنْثَى وَالصَّغِيرِ وَالْكَبِيرِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ وَأَمَرَ بِهَا أَنْ تُؤَدَّى قَبْلَ خُرُوجِ النَّاس إِلَى الصَّلَاة). (أخرجه البخاري).

 

تبرع لزكاة الفطر

السلة الرمضانية من مؤسسة إحياء

نعمل في مؤسسة إحياء الدولية على مشاريع توزيع السلل الغذائية خلال رمضان لأهالي القدس الشريف  الذين يدافعون عن شرف الأُمّة وأغلى مقدساتها، كما ننشطُ أيضاً في تقديم المساعدات للفقراء والمحتاجين من المسلمين المنكوبين في سوريا واليمن ولبنان وأفريقيا.

 تبرع للسلة الرمضانية

ندعوك لدفع زكاة الفطر من خلالنا لتكون شريكاً في دعم بيت المقدس وإدخال الفرحة على قلوب المرابطين في أرضه المباركة.

 

اقرأ أيضاً:

مقدار زكاة الفطر في تركيا

الأسئلة الشائعة

المصادر

• إسلام ويب
• الدرر السنية