طريقة حساب زكاة الانعام

فرض الله الزكاة على المسلمين جميعاً، وجعلها ركناً أساسيّاً من أركان الإسلام، ونلاحظ أنها مقرونةً بفريضة الصلاة في معظم آيات القرآن الكريم، إذ قال تعالى: (وَأَقِیمُوا۟ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتُوا۟ ٱلزَّكَوٰةَ وَٱرۡكَعُوا۟ مَعَ ٱلرَّ ٰ⁠كِعِینَ) [سورة البقرة 43].

للزكاة أنواع كثيرة ومنها الزكاة المفروضة على بهيمة الأنعام والمواشي، وسنتعرّف في هذا المقال على طريقة حساب زكاة الأنعام والأدلة عليها من القرآن الكريم والسنّة الشريفة، بالإضافة إلى شروطها وأنواعها وحالاتها المختلفة.

ما هي زكاة الأنعام ؟

زكاة الأنعام هي ما يجب على المسلم دفعه لصالح صندوق الزكاة مقابل ما لديه من المواشي والتي تشمل كلّاً من (الإبل، البقر والجواميس، الأغنام وتشمل الضأن والماعز)، وذلك وفق شروطٍ وضوابط معيّنة.

أدلة زكاة الأنعام الشرعية

وردت أدلة وجوب زكاة الأنعام في القرآن الكريم والسنة الشريفة، وأكّدها صحابة الرسول الله ﷺ بعد وفاته، كما أجمع جمهور الفقهاء على وجوبها في تراجمهم.

إليك الآيات والأحاديث التي تدلُّ على وجوبها:

زكاة الأنعام في القرآن الكريم

قال تعالى في محكم التنزيل: 

(لِّیَشۡهَدُوا۟ مَنَـٰفِعَ لَهُمۡ وَیَذۡكُرُوا۟ ٱسۡمَ ٱللَّهِ فِیۤ أَیَّامࣲ مَّعۡلُومَـٰتٍ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُم مِّنۢ بَهِیمَةِ ٱلۡأَنۡعَـٰمِۖ فَكُلُوا۟ مِنۡهَا وَأَطۡعِمُوا۟ ٱلۡبَاۤىِٕسَ ٱلۡفَقِیرَ) [سورة الحج 28].

زكاة الأنعام في السنة المطهرة

كما أكّد رسولنا الكريم على وجوب زكاة الأنعام في مواضع عديدة ومنها:

عَنْ أَبِي ذَرٍّ رضى الله عنه قال: انْتَهَيْتُ إِلَى النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: ‏«وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ -أَوْ وَالَّذِي لاَ إِلَهَ غَيْرُهُ، أَوْ كَمَا حَلَفَ- مَا مِنْ رَجُلٍ تَكُونُ لَهُ إِبِلٌ أَوْ بَقَرٌ أَوْ غَنَمٌ لاَ يُؤَدِّي حَقَّهَا إِلاَّ أُتِيَ بِهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْظَمَ مَا تَكُونُ وَأَسْمَنَهُ، تَطَؤُهُ بِأَخْفَافِهَا، وَتَنْطَحُهُ بِقُرُونِهَا، كُلَّمَا جَازَتْ أُخْرَاهَا رُدَّتْ عَلَيْهِ أُولاَهَا، حَتَّى يُقْضَى بَيْنَ النَّاسِ». [البخاري - 1460].

شروط وجوب زكاة الأنعام

لا تجب زكاة الأنعام إلّا عند تحققّ الشروط التالية فيها:

مضيُّ الحَول: يُشترط لوجوب زكاة الأنعام مرور سنة هجريّة كاملة على وجود المواشي والأنعام بحوزة صاحبها، إذ قال رسول الله ﷺ: «لاَ زَكَاةَ فِي مَالٍ حَتَّى يَحُولَ عَلَيْهِ الْحَوْلُ»‏.‏

السَّوم (أن تكون الأنعام سائمة): وهي الأنعام التي لا تحتاج للعلف، وإنما ترعى في الكلأ وتأكل من خشاش الأرض على مدار الحول أو أكثره، أمّا المواشي المعلوفة من قبل صاحبها فلا زكاة فيها.

بلوغ حدّ النِصاب: وهو العدد الأدنى من الأنعام التي تجب فيها الزكاة، إذ تُضمُّ الأنواع من جنسٍ واحد إلى بعضها لإكمال النّصاب، مثل الضَّأنِ والمَعْزِ مِنَ الغَنَمِ، وكذلك أصنافُ الإبِلِ والبَقَرِ، حيث يكون:

• نصاب البقر (30) رأس فأكثر.
• نصاب الغنم (40) رأس فأكثر.
• نصاب الإبل (5) رؤوس فأكثر وذلك بإجماع جمهور العلماء.

أن تكون غير عاملة: أي أنَّ المواشي المستخدمة في الحرث والسقي والحمل أو ما شابه ذلك من الأشغال فليس فيها زكاة، فعن علي رضي الله عنه قال: (ليس في البَقَرِ العوامِلِ صدقةٌ)، وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: (لا صدقةَ في الْمُثِيرةِ) أي التي تحرث الأرض.

أنواع الأنعام التي تجب فيها الزكاة وطريقة حسابها

تجبُ زكاة الأنعام في كلٍّ من الإبل، البقر والجواميس، الأغنام وتشمل الضأن والماعز، ولا تجب الزكاة في الحيوانات الأُخرى غير الأنعام؛ كالخيل والغزلان وغيرها، وكذلك الوعول والطيور والأسماك إلا إذا اتُّخذت للتجارة فتزكّى زكاة عروض التجارة من خلال حساب قيمتها ودفع 2.5% منها.

وتختلف قيمة الزكاة حسب أعداد المواشي التي يمتلكها المسلم، وتفصيلها كما يلي:

نصاب الإبل ومقدار الزكاة فيها

نصاب البقر ومقدار الزكاة فيها

نصاب الغنم ومقدار الزكاة فيها

الأنعام المعدة للتجارة

إنَّ زكاة الأنعام المعدة للتجارة يتم حسابها مثل عروض التجارة، إذ تُقدَّر زكاتها بالقيمة الماليّة وليس بعدد الرؤوس، لذلك يختلف نصابها عن الحالات السابقة، إذ يكفي أن تبلغ قيمتها نصاب زكاة المال (85 غرام من الذهب الصافي) لتجب الزكاة فيها، فيضيفها مالكها إلى ما لديه من عروض التجارة والنقود ويخرج الزكاة عنها بنسبة ربع العشر (2.5%)

تبرع بزكاة مالك للمسجد الأقصى

تواصل معنا لنساعدك في حساب زكاتك، ويمكنك التبّرع بزكاة مالك لصالح المرابطين في رحاب المسجد الأقصى ويدافعون عن القدس الشريف من خلال مؤسسة إحياء الدولية التي تعمل على دعم المقدسيين بشتى الوسائل، إلى جانب دعم الفقراء والمحتاجين في سوريا ولبنان واليمن.

 

تبرع للأقصى الآن

الاسئلة الشائعة