خطوات إخراج الزكاة

تُعدُّ الزكاة من الركائز الأساسيّة التي يقوم عليها النظام الاقتصادي في المجتمع الإسلاميّ، إذ لا تقتصر الحكمة من فرض الزكاة على جانب الطاعة والتسليم لأوامر الله تعالى ونيل مرضاته، وإنما لها دورٌ مباشر أيضاً في إنعاش دورة رأس المال، بما يعود بالنفع على كافّة المسلمين من فقراءٍ وأغنياء.

سنتعرّف في هذا المقال على خطوات إخراج الزكاة بالتفصيل، بالإضافة إلى وقت إخراجها وفضلها وحكم من يمتنع عن أدائها.

خطوات مهمة لاخراج الزكاة

إن كنت ممّن أنعم الله عليهم وقد تحقّقت في أموالك شروط الزكاة الأربعة وهي:

1. أن يكون مملوك ملكاً تامّاً لصاحبه.
2. أن يبلغ النصاب.
3. أن يحول عليه الحول (باستثناء الزروع والثمار).
4. أن يكون فائضاً عن الحاجات الأساسيّة.

عندها عليك اتّباع الخطوات التالية في إخراج الزكاة:

تحديد طرف حولٍ لدفع الزكاة فيه

الشرط في إخراج الزكاة هو دفعها في ميعادها بمجرّد أن يحول الحول، أي بعد مرور سنة هجرية كاملة على وجود المال الذي بلغ النصاب في حوزة صاحبه، ولكن الصحابة رضوان الله عليهم كانوا يرغبون في دفع زكاتهم في رمضان المبارك لما فيه من بركة ومضاعفة للأجور.

ولكن لا يجوز تأخير دفع زكاة المال بغية إخراجها في رمضان، وإنما يمكن تقديمها أو دفعها في موعدها الصحيح بمجرّد حولان الحول.

أمّا بالنسبة لزكاة المحاصيل والزروع والثمار فتُدفع زكاتها يوم الحصاد، لقوله تعالى: (وَءَاتُوا۟ حَقَّهُۥ یَوۡمَ حَصَادِهِۦۖ وَلَا تُسۡرِفُوۤا۟ۚ إِنَّهُۥ لَا یُحِبُّ ٱلۡمُسۡرِفِینَ) [سورة الأنعام 141].

إحصاء ما لديك من أموال وجبت فيها الزكاة

قم بجرد جميع أموالك النقدية وتلك الموجودة في البنك، بالإضافة لما لديك من معادن ثمينة كالذهب والفضّة (وفق شروطها الخاصّة)، بالإضافة إلى عروض التجارة مثل العقارات أو البضائع المعُدّة للتجارة والكسب، ثم طرح ما لديك من أموال الناس من ديون.

إخراج قيمة (2.5%) ودفعها للمستحقين

بعد أن قمت بإحصاء جميع ما لديك من أموال وممتلكات وجبت فيها الزكاة، عليك دفع قيمة (2.5%) من إجمالي المبلغ للفقراء والمساكين، والأفضل أن تبدأ بالأقارب والأصدقاء والجيران إن كان فيهم فقيرٌ أو محتاج.

فإن لم تجد يمكنك التبرّع بها للجمعيات الخيرية، ومن بينها مؤسسة إحياء الدولية التي تعنى بإيصال التبرّعات للفقراء والمساكين والمرابطين في القدس الشريف.

فضل اخراج الزكاة

قال تعالى: (خُذۡ مِنۡ أَمۡوَ ٰ⁠لِهِمۡ صَدَقَةࣰ تُطَهِّرُهُمۡ وَتُزَكِّیهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَیۡهِمۡۖ إِنَّ صَلَوٰتَكَ سَكَنࣱ لَّهُمۡۗ وَٱللَّهُ سَمِیعٌ عَلِیمٌ) [سورة التوبة 103].

الزكاة تطهّرُ نفسَ الغنيّ من الشحُّ ونفسَ الفقير من الحِقد، والزكاة في اللغة تعني النماء والطهارة، فهي سببٌ في زيادة البركة في الأموال، كما أن للزكاة دورٌ رئيسيّ في تعزيز الروابط الاِجتماعية بين المسلمين، فعندما يدفع الغنيّ زكاته للفقراء سيكون مساهماً في إدخال الفرحة العارمة إلى قلوبهم.

وقد وعد الله عباده الطائعين بالأجر العظيم، إذ قال تعالى: (إِنَّ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ وَعَمِلُوا۟ ٱلصَّـٰلِحَـٰتِ وَأَقَامُوا۟ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتَوُا۟ ٱلزَّكَوٰةَ لَهُمۡ أَجۡرُهُمۡ عِندَ رَبِّهِمۡ وَلَا خَوۡفٌ عَلَیۡهِمۡ وَلَا هُمۡ یَحۡزَنُونَ) [سورة البقرة 277].

هل يجوز إخراج الزكاة على دفعات؟

أباح معظم العلماء إخراج الزكاة على دفعات متتالية ولكن ذلك مقرونٌ بشروط معيّنة، وهي:

• عدم تأخير أي دفعة من الدفعات عن موعد إخراج الزكاة، أي يجوز التقديم ولا يجوز التأخير.
• يجب أن ينوي المسلم عند كل دفعة أنها زكاة.
• إخبار الزوج أو أحد الأهل بما عليك من حقوق الزكاة، فالزكاة حقُّ لله يجب أداؤه ولو مات المرء.

حكم عدم دفع الزكاة

الزكاة هي حقٌّ من حقوق الله تعالى، وقد ارتكب مانعها كبيرةً من الكبائر، كما حارب الخليفة أبو بكر الصدّيق رضي الله عنه مانعي الزكاة في حروب الردّة وذلك دليلٌ على أنَّ مانعُ الزكاة يُعتبرُ مرتدّاً عن دين الله.

قال رسول الله ﷺ: «مَنْ آتَاهُ اللَّهُ مَالًا فَلَمْ يُؤَدِّ زَكَاتَهُ مُثِّلَ لَهُ مَالُهُ شُجَاعًا أَقْرَعَ لَهُ زَبِيبَتَانِ يُطَوَّقُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَأْخُذ بِلِهْزِمَتَيْهِ - يَعْنِي بشدقيه - يَقُولُ: أَنَا مَالُكَ أَنَا كَنْزُكَ»، ثُمَّ تَلَا هَذِه الْآيَة: (وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَّهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَّهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُواْ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلِلّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ) [آل عمران : 180] [رَوَاهُ البُخَارِيّ].

مصارف زكاة المال

تُدفع زكاة المال لثمانية أصنافٍ من الناس ورد ذكرهم في سورة التوبة، إذ قال تعالى: ( إِنَّمَا ٱلصَّدَقَـٰتُ لِلۡفُقَرَاۤءِ وَٱلۡمَسَـٰكِینِ وَٱلۡعَـٰمِلِینَ عَلَیۡهَا وَٱلۡمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمۡ وَفِی ٱلرِّقَابِ وَٱلۡغَـٰرِمِینَ وَفِی سَبِیلِ ٱللَّهِ وَٱبۡنِ ٱلسَّبِیلِۖ فَرِیضَةࣰ مِّنَ ٱللَّهِۗ وَٱللَّهُ عَلِیمٌ حَكِیمࣱ) [الآية 60].

لذا تُصرف أموال الزكاة للجهات التالية:

1. الفقراء: الفقير هو من لا يجدُ حاجته الأساسيّة، أو يملك أقلَّ من نِصفها.
2. المساكين: من يجدون نصف حاجتهم أو أكثرها، لكنّهم لا يجدونها كلها.
3. العاملون عليها: هم المسؤولون عن جمع مال الزكاة وتنظيمه. 
4. المؤلفة قلوبهم: من تُعطى لهم الزكاة لجذب قلوبهم للإسلام أو تثبيتها عليه، أو لكفِّ شرّهم أو جلب منفعةٍ منهم.
5. الرقاب: أي العبيد الذين يسعون للتحرّر من الرق، وكذلك يُفدى بها أسرى المسلمين.
6. الغارمون (المَدِينون): من استدان لأمرٍ ضروري كالزواج وعجز عن قضاء دينه، فيُعطى على قَدْرَ دَينه.
7. في سبيل الله: أي لتجهيز جيوشِ المسلمين والمرابطين.
8. ابن السبيل: هو المُسافر المنقطع، الذي عجز عن العودة إلى بلده، إذ يُعطى من مال الزكاة حتى وإن كان ثريّاً في بلده.

التبرع بزكاة المال لصالح القدس الشريف

يُعتبر أهالي القدس الشريف من أحقِّ الناس في تلقّي أموال الزكاة، إذ تجتمع فيهم صفة أو أكثر من الصفات السابقة، فمن بينهم الكثير من الفقراء والمحتاجين الذين يعانون من أزمة اِقتصاديّةٍ خانقة إثر ممارسات الكيان الغاصب ضدّهم، كما أنهم المرابطون المجاهدون في سبيل الله ممّن يذودون عن أغلى مقدّسات الأمّة العربية والإسلاميّة.

ندعوك في مؤسسة إحياء الدولية للتبرّع بزكاة مالك لصالح مدينة القدس المباركة، من خلال برامجنا الإغاثية المتنوعة في رحاب الأرض المباركة، كن عوناً وناصراً لهم في معركة الحق والباطل!

الاسئلة الشائعة

المصادر

هل يمكن تأخير او تقديم دفع الزكاة؟

حكم إخراج الزكاة على دفعات

خطوات مهمة لإخراج الزكاة