كسوة الشتاء: إشعاع الدفء والرحمة في أيام البرد

يعتبر فصل الشتاء من أصعب الفصول على الإطلاق، فهو يتسم بالبرودة الشديدة والأمطار الغزيرة والثلوج الكثيفة، وهذا يجعله فصلاً يحتاج إلى اهتمام خاص بالملابس التي نرتديها فيه والتي تمنحنا الدفء والراحة.

لكن هُناك الملايين من المُحتاجين، لا سيما في بُلداننا الإسلامية التي تعصف بها الحروب والأزمات الاقتصادية، ممن لا يجدون ما يستر أجسادهم ويُعينهم على تحمل ذلك الفصل من السنة ويحميهم ضد أمراضه. 

تلك الفئات من الفقراء واللاجئين يعانون من العوز ويفتقرون إلى سُبل العيش الكريم فضلاً عن حاجاتهم الأساسية مثل الغذاء والكساء والدواء.

في هذا المقال سوف نتحدث عن المقصود بكسوة الشتاء، وما هي أهميتها وفضلها، وكيفية توزيعها ولا سيما في مُنظمة إحياء، حيث نعمل على تحديد الفئات المُحتاجة بدقة في المناطق والبُلدان المُتضررة ونعمل على إيصالها لمستحقيها بما يضمن تأمين الاحتياجات الخاصة لكل الفئات. 

ما هي كسوة الشتاء؟

تتضمن كسوة الشتاء مُستلزمات واحتياجات الأُسر في فصل الشتاء مثل الملابس الشتوية والأحذية الشتوية، والمدافئ وغيرها من الحاجيات التي يتدفئ بها الأشخاص لتحميهم من برودة الشتاء القارسة. 

وتزداد حاجة الأُسر الفقيرة والمُتعففة التي تُعاني من نقص في تلك المُستلزمات إلى كسوة الشتاء في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة وغلاء الأسعار، حيثُ يعجز رب الأُسرة عن تلبية النقص في احتياجات أُسرته، لا سيما أطفاله الصغار بسبب الفقر والعوز والنقص الحاد في المادة. 

ولذا تقوم الكثير من المؤسسات الخيرية بتنظيم حملات التبرّع لتأمين كسوة الشتاء لتلك الأُسر المُتعففة والأيتام من ذوي الحاجة حتى تُساعدهم في توفير احتياجاتهم الشتوية ووسائل التدفئة وإعانتهم على تحمّل برودة فصل الشتاء والحفاظ على سلامتهم من الأمراض التي تُهلك البدن وتؤثر على الصحة.

فضل كسوة الشتاء

تُعدُ كسوة الشتاء شكل من أشكال التكافُل الاجتماعي والتآزر في الإسلام، لا سيما وأن مُساعدة المُسلم لأخيه المُسلم ومآزرته من أفضل الأعمال وأحبها إلى الله تعالى.

يقول النبي ﷺ: (المؤمن لِلْمؤْمن كالبُنْيان يَشُدُّ بَعْضُه بَعْضا، ثُمَّ شَبّك بين أَصابعه) [رواه البخاري].

ويقول ﷺ: (المُسْلِمُ أخُو المُسْلِمِ لا يَظْلِمُهُ ولَا يُسْلِمُهُ، ومَن كانَ في حَاجَةِ أخِيهِ كانَ اللَّهُ في حَاجَتِهِ، ومَن فَرَّجَ عن مُسْلِمٍ كُرْبَةً، فَرَّجَ اللَّهُ عنْه كُرْبَةً مِن كُرُبَاتِ يَومِ القِيَامَةِ، ومَن سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ يَومَ القِيَامَةِ) [رواه البخاري]. 

ولذا فالمُسلمون مأمورون بالتكافل الاجتماعي  ومُساعدة غيرهم من الفقراء وأصحاب العوز والمساكين ممن لا يستطيعون تلبية احتياجاته الأساسية من الغذاء والدواء والملبس والمسكن والمُستلزمات الشتوية. 

و لاشك أن مُساعدة المُسلم لأخيه المُسلم وإعانته لها عظيم الأثر في إدخال السرور والبهجة على قلبه، وهي من أحب الأعمال إلى الله تعالى لما فيها من تفريج لكُرب المُسلمين . 

يقول النبي ﷺ: (أَحَبُّ الناسِ إلى اللهِ أنفعُهم للناسِ ، وأَحَبُّ الأعمالِ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ سرورٌ تُدخِلُه على مسلمٍ ، تَكشِفُ عنه كُربةً ، أو تقضِي عنه دَيْنًا ، أو تَطرُدُ عنه جوعًا) [رواه الطبراني].

كما تُعدُ مُساعدة المُحتاجين من خلال التبرع لمشروعات كسوة الشتاء أحد الطُرق الهامة لسترهم وفك كُربهم، حيث حث ديننا الحنيف على السعي في قضاء حوائج الناس وعظَّم من أجر تنفيس كُربهم والسعي لسترهم، إذ إن من كان سبباً لستر المُسلم ستره الله يوم القيامة. 

توزيع كسوة الشتاء

يتم توزيع كسوة الشتاء من قِبل المؤسسات والجمعيات الخيرية بحسب اختلاف البلدان والمناطق ووفقًا للاحتياجات المحلية والميزانيات المتاحة. 

ومع ذلك ، فإن المؤسسات الخيرية تتبع الإرشادات العامة التالية في توزيع كسوة الشتاء:

1. تحديد المجموعات المستهدفة: التي تحتاج إلى كسوة الشتاء، مثل الأطفال والمسنين واللاجئين والمشردين. كما يتم التأكد من الاحتياجات الخاصة لكُل مجموعة على حدة. 
2. تقييم الاحتياجات: لكل فرد في هذه المجموعات، بما في ذلك الحجم والأحجام المناسبة للملابس والأحذية والإكسسوارات الأخرى.
3. جمع الملابس والحاجيات الشتوية: المُختلفة المستخدمة إضافة إلى التبرعات الجديدة. كما يتم توجيه الجهود لجمع الملابس والمُستلزمات المناسبة لكل مجموعة.
4. توزيع الكسوة: في مكان يسهل الوصول إليه للمستفيدين من أصحاب الحاجة، فضلاً عن اتِّباع طريقة تتيح للمستفيدين الحصول على ما يحتاجونه بسهولة وبدون تكاليف.
5. التوعية: تقوم بعض الجهات بتوعية المستفيدين بكيفية استخدام الكسوة والحفاظ عليها بشكل صحيح لتحقيق الفائدة القصوى منها.
6. متابعة: تُعنى بعض الجمعيات بمتابعة المستفيدين للتأكد من حصولهم على الكسوة المُناسبة والتأكُد من استخدامهم لها بالشكل الصحيح. وأحياناً يتم تقييم البرنامج بشكل دوري لتحديد النقاط القوية والضعف وتحسينه عند الضرورة.

 

 

تبرع لكسوة الشتاء

مع حلول فصل الشتاء بأمطاره وبرودة أجوائه، هناك ملايين اللاجئين والنازحين يفترشون الأرض وينامون في العراء ولا يجدون ما يقيهم برد الشتاء ويحميهم من أمراضه. 

وهناك مئات الآلاف من الأسر الفقيرة والمُتعففة في البُلدان التي تعصف بها الفقر والأزمات والحروب مثل سوريا واليمن وفلسطين، ممن يفتقرون إلى ملجأ يحميهم من البرد القارس وملابس تمنحهم الدفء وتحميهم. 

فلا تتردد وكُن سبباً في تفريج كُربة أخيك فتبرعك لمشروع كسوة الشتاء من خلال مُنظمة إحياء يمكن أن يكون فارقًا كبيرًا في حياتهم. 

وعلاوة على ذلك، فإن سعيك في تأمين كسوة الشتاء للمُحتاجين هو أحد أعمال التكافل الاجتماعي لكسب الثواب والأجر العظيم في الدنيا والأخرة، طمعاً في مرضاة الله من خلال تفريج كُرب وعثرات المُسلمين وإدخال السرور على قلوبهم.

 لذلك، دعونا نتحد معًا لنقدم يد العون للمحتاجين ونساعدهم في هذا الوقت الصعب من خلال التبرع لمشروع كسوة الشتاء.

 

تبرع لكسوة الشتاء

 

الاسئلة الشائعة

المصادر:

إسلام ويب
الدرر السنية