تبرع سريع
تبرع بسرعة
$

من هم الغارمون الذين يعطون من الزكاة؟

الصفحة الرئيسية

مدونة إحياء

من هم الغارمون الذين يعطون من الزكاة؟

فرض الله سبحانه الزكاة على المقتدرين لتكون رحمة لهم في الآخرة، ورحمة للمحتاجين في الدنيا، وتعددت الفئات المستحقة للزكاة لتشمل الغارمين أي المدينين بذمم مالية لا يستطيعون سدادها.

سنتعرف في هذا المقال على الغارمين، من هم وما هي أنواعهم، وما هو فضل سداد دَين الغارم، وكيف نستطيع المساهمة في سداد الذمم المالية المترتبة على الغارمين الذين يستحقون الزكاة.

من هم الغارمون؟

الغُرم لغةً هو الدَين، والغارمون هم المدينون الذين عليهم الدَين، وكلمة الغَرم في اللُّغة تعني اللُّزومِ، ومنه جاء قوله تعالى: (إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا) [الفرقان: 65]، أي عذاباً لازماً، وقيل أيضاً: الغُرمُ مِن الخسران، وكأنَّ الغارِمَ هو الذي خسِرَ مالَه.

أما الغارم شرعًا: فهو المَدينُ العاجزُ عن وفاء دَينِه، وله سهم من أسهم الزكاة بحسب الشروط التي سترد معنا لاحقاً.

وقد ورد ذكر الغارم في القرآن الكريم في الآية التي فصّلت الفئات المستحقة للزكاة وذلك في قوله تعالى: {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} [التوبة: 60].

أنواع الغارمين

هناك نوعان أساسيان للغارمين على الشكل التالي:

  1. غارم لمصلحة نفسه: أي الذي استدان المال من أجل النفقة على نفسه ومن يعيل، في شراء الطعام والشراب والملبس والعلاج وتكاليف المعيشة.
  2. غارم لمصلحة الغير: أو لمصلحة المجتمع، أي الذي استدان المال لأداء منفعة عامة كإصلاح بين متخاصمين، أو إيقاف فتنة أو دفع ديّة.

من هم الغارمين المستحقين للزكاة؟

ليس كل الغارمين مستحقين للزكاة، بل هناك شروط واجب تحققها، ومن شرط استحقاق الزكاة للغارم ما يلي:

  1. أن يكون مسلماً.
  2. أن لا يكون من آل البيت.
  3. أن يكون دَينهُ في أمر مباح، أي لحاجة الإنفاق على أسرته، أو بسبب الخسارة في التجارة أو بسبب مصيبة أو كارثة.

أما في حال كان سبب الدَين أمراً محرَّماً مثل القمار أو شراء الخمور مثلاً فإنّهُ لا يُعطى من الزكاة، وكذلك الأمر في حال كان دَين الغارم بسبب الإسراف أو التبذير فإنه لا يعطى من الزكاة على حساب بقية الفئات وهذا ما ذهب إليه المالكية.

فضل سداد دين الغارم

قال رسول الله ﷺ (مَن نَفَّسَ عن مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِن كُرَبِ الدُّنْيَا، نَفَّسَ اللَّهُ عنْه كُرْبَةً مِن كُرَبِ يَومِ القِيَامَةِ، وَمَن يَسَّرَ علَى مُعْسِرٍ، يَسَّرَ اللَّهُ عليه في الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَمَن سَتَرَ مُسْلِمًا، سَتَرَهُ اللَّهُ في الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَاللَّهُ في عَوْنِ العَبْدِ ما كانَ العَبْدُ في عَوْنِ أَخِيهِ) [مسلم - 2699].

وعلى ضوء هذا الحديث الشريف فإن سداد الدَين عن الغارم فيه من الفضائل ما يلي:

  • تنفيس كربة من كرب الآخرة عن المسدد للدَين، لأنه نفّس كربة دنيوية عن الغارم.
  • نيل التيسير من رب العالمين، لأنه يسّر على مُعسر وسدد عنه الدَين.
  • الستر من الله في الدنيا والآخرة، لأنه ستر مسلماً غارماً عن الفضيحة أو الإشهار أو السجن.
  • المعونة من الله طالما كان المسلم معيناً لإخوانه بمن فيهم الغارمين.

آثار سداد دين الغارم

إن الآثار والحكم المترتبة عن سداد الدين عن الغارمين كثيرة، وما هي إلا امتداد للحكمة من دفع الزكاة للفئات المستحقة جميعها.

وفي ما يلي بعض الآثار الإيجابية لسداد الدين عن الغارمين:

  • الحفاظ على كرامة الغارم من ذل السؤال من ناحية، ومن ذل السجن إن ترتب على دَينه المتراكم حكم قضائي.
  • إعانة الغارم على سدادِ دَينه بالحلال؛ ومنعه من اللجوء إلى الطرق المحرمة أو غير المشروعة لسداد ديونه، ما يترتب عليه ضرر أكبر.
  • شعور الغارم بالطمأنينة والسكينة، وتحصينه من المشاكل والضغوط النفسية المتولدة عن إلتزام الدَين، وبالتالي ينال الهدوء والتركيز اللازم لإعادة بناء حياته من جديد.
  • حفظ عائلة الغارم من شظف العيش أو من المشاكل الاجتماعية والنفسية التي قد يعيشونها بسبب الدَين المتراكم على معيل الأسرة.
  • بناء نظام ضمان وتكافل اجتماعي، ونشر المحبة والتآخي بين أفراد المجتمع.

تبرع لغارمي القدس

نأخذ على عاتقنا في مؤسسة إحياء الدولية إيصال أموال الزكاة والصدقات إلى مستحقيها الذين حددهم الشرع الإسلامي الحنيف.

وإلى جانب برامجنا الموجهة إلى الفئات الأكثر احتياجاً في مدينة القدس الشريف والعديد من مناطق اللجوء والنزوح في المنطقة، نخصص جزءاً من الموارد لبرامج الغارمين الذين ضاقت بهم الأحوال، وتكبّلوا بأغلال الدَين وتبعاته الاقتصادية والاجتماعية.

نساهم في مؤسسة إحياء بسداد الدَين عن الغارمين في القدس والمناطق المحيطة بها، ونعمل على تقديم الدعم اللازم لهم لتحسين أوضاعهم المعيشية، ونسعى خلال عملنا لأن تصل التبرعات إلى الغارمين الأكثر حاجة، لتخفيف معاناتهم.

وتتمثل رؤية مؤسستنا بشكل عام في دعم صمود وثبات المقدسيين في وجه الطامعين لاقتلاعهم من جذورهم التاريخية والدينية والروحية في القدس الشريف. لذا تتركز مشاريعنا المتنوعة لدعم هذا الصمود عبر عدة محاور وبرامج مثل:

  • إفطار الأقصى.
  • السلة الرمضانية.
  • بسمة العيد.
  • زكاة الفطر.
  • سقيا الماء.
  • شد الرحال إلى الأقصى.
  • ترميم منازل المرابطين.
  • جبر عثرات الكرام.
  • الكفالات ورعاية الأيتام في القدس.
  • برامج تحفيظ القرآن في مدينة القدس.

المصادر

الأسئلة الشائعة

هل الغارمين من مصارف الزكاة؟

نعم، إن الغارمين من مصارف الزكاة التي حددها الشرع في الآية 60 من سورة التوبة، وذلك إلى جانب الفقراء والمساكين والعاملين على جمع الزكاة وتحرير الرقاب، والمؤلفة قلوبهم وابن السبيل وفي سبيل الله

من هو الغارم الذي يستحق الزكاة؟

الغارم الذي يستحق الزكاة هو المدين المسلم الذي كان دَينه في أمر مباح، بغير إسراف أو تبذير.