أفضل الصدقات سقيا الماء

تُعدُّ الصدقة من أجلِّ الأعمال التي يمكن أن يؤديها المسلم طلباً للأجر والثواب من الله تعالى، فهي تعكس التضامن والتكافل المجتمعي الذي يدعو إليه الدين الإسلامي الحنيف، ومن أفضل الصدقات؛ صدقة سقيا الماء كما ورَدَ عن النبي ﷺ.

سنتعرّف في هذا المقال على فضل صدقة سقيا الماء، والطرق التي يمكن اعتمادها لإيصال الصدقة إلى مستحقيها، كما سنتناول موضوع سقيا الماء في المسجد الأقصى، وأبرز متطلّبات المسجد المبارك لتفعيل سقاية الماء لزواره.

فضل سقيا الماء

لسقيا الماء فضلٌ عظيم بالمثوبة والأجر في الآخرة، ومنفعة كبيرة في الدنيا، وورد في القرآن الكريم ذكر أهمية الماء في حياة المخلوقات كافّة بقوله تعالى: {وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ} [الأنبياء-30].

كما ورد في السيرة النبوية العطرة فضل سقيا الماء وأجر هذا الفعل باعتباره من الصدقات، إذ قال رسول الله ﷺ: (في كُلِّ ذَاتِ كَبِدٍ رَطْبَةٍ أَجْرٌ) [البخاري - 6009].

بالإضافة إلى ذلك، فإن لصدقة سقيا الماء فوائد كبيرة من ناحية المنفعة العامة للأفراد والمجتمع، حيث تلعب مشاريع سقيا الماء دوراً حيوياً في تحسين الصحة العامة والنظافة وتوفير الموارد المائية والغذائية، ومن بين الفوائد الأخرى لصدقات سقيا الماء:

يساعد توفير المياه النظيفة والصحية على تحسين حياة الأطفال وزيادة فرص التعليم والتحصيل الدراسي، حيث لا يضطرون لترك المدارس من أجل البحث عن المياه أو توفيرها لأسرهم من مكان بعيد.

يساهم استخدام المياه النظيفة بطريقة فعّالة في تجنّب الهدر والتلوّث وتحسين الصحة العامة والحفاظ على البيئة والموارد المائية والطبيعية.

تعززُّ مشاريع سقيا الماء مفهوم الاِستدامة، وتحقيق الأمن الغذائي والتنمية الزراعية، وهو ما يؤدي إلى تحسين مستوى المعيشة للمجتمعات المحلية، وتعزيز الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي.

سقيا الماء عن الميت 

للصدقةِ أبوابٌ واسعة، إذ لا ينقطع أثرها بموت الإنسان بل يُمكن أن يمتدَّ الأجر والثواب إلى ما بعد مماته، فقد جاء عن النبي ﷺ قوله: (إِذَا مَاتَ الإنْسَانُ انْقَطَعَ عنْه عَمَلُهُ إِلَّا مِن ثَلَاثَةٍ: إِلَّا مِن صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو له) [صحيح مسلم - 1631] 

ولسقيا الماء مكانة وفضل بين أنواع الصدقات خاصة إذا اقترنت بالصدقة الجارية، حيث تكون مجلبة لخير وفضل أكبر، فعن سعد بن عبادة رضي الله عنه قال: (قُلت يا رسول الله إنَّ أُمّي ماتت أَفَأَتَصَدَّقُ عنها؟ قال: نعم. قَلتُ فأَيُّ الصَّدَقَةِ أَفْضَلُ؟ قَالَ ﷺ: سَقْيُ الْمَاءِ) [سنن ابن ماجه - 3684]

انواع سقيا الماء

تتعدّدُ أنواع سقيا الماء بحسب الحاجة ويمكن أن تكون واحدة من الأنواع التالية:

1. توزيع الماء عن طريق الخزّانات المتنقلة، وتتميز هذه الطريقة بالمرونة الكافية لإيصال الماء للأماكن الصعبة التي يحتاج قاطنيها إلى مصدر ماء نظيفة.
2. حفر الآبار في الأماكن الجافة والتي يعاني سكّانها من ضعف أو انعدام البنى التحتية التي توصل المياه الصالحة للشرب والاستخدام، وهذه الطريقة أكثر استدامة وتأثير من مجرد توزيع الماء بين فترة والأخرى. 
3. إنشاء السدود و المستوعبات لجمع الماء، وبذلك يمكن استغلال مياه الأمطار والمياه الجارية بشكل أكثر نفعاً، خاصة إذا تم توزيعها بطريقة مناسبة للمستفيدين.
4. سقي الماء في المساجد، وهو من الأعمال الخيرية المستحبة، حيث يتيح للمصلين الحصول على الماء النظيف الصالح للشرب، خلال فترات التواجد في المسجد.
5. توزيع مبردات المياه، التي تستخدم بشكل واسع في العديد من الأماكن والمناسبات، وتعد وسيلة مهمة في سقيا الماء، وتساهم في توفير المياه النظيفة والمنعشة للناس.
6. إقامة مشروعات لإنتاج المياه، مثل محطات تحلية المياه والآبار الاصطناعية وغيرها، وذلك لتزويد المناطق الجافة والصحراوية بالمياه النظيفة والصالحة للشرب.

سقيا الماء في المسجد الأقصى

للمسجد الأقصى مكانة عظيمة في قلوب المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، وبالرغم من أنه يقع تحت سلطة الاحتلال إلا أنه يستقبل سنوياً ملايين الزوار المسلمين.

مع الأسف، يواجه المسجد الأقصى مشكلة نقص المياه النظيفة، حيث يتم تزويده بالمياه من خلال شبكة قديمة من الآبار والأنابيب مع غياب أو تقييد لإمكانية الصيانة، إلى جانب مشكلة شحّ المياه في البلدة القديمة كوسيلة ضغط يمارسها المحتل على المقدسيين في بعض الأحيان.

يتطلّبُ تعزيز سقيا الماء في المسجد الأقصى جهوداً مشتركة وتكاتفاً بين المجتمع وهيئات المجتمع المدني، ويتمثل الجهد الرئيسي المطلوب في عدة نقاط:

• بناء محطات تحلية المياه.
• توسيع شبكة الأنابيب والآبار.
• تطوير نظام الرّي في الحدائق والمناطق المحيطة بالمسجد.
• توزيع المياه على زوار المسجد الأقصى المبارك.
• تركيب مبرّدات المياه في المصلّيات والجوامع داخل حرم المسجد الأقصى.

تبرع لسقيا الماء

بالرغم من الصعوبات والتحديات الكبيرة التي تواجه الأسر المقدسية في ظل الاحتلال والحصار، إلّا أن دعمهم يمكن أن يصنع فرقاً كبيراً في حياتهم ويساعدهم على تجاوز هذه الصعوبات.

تعمل مؤسسة إحياء الدولية على دعم ومساندة أبناء القدس الشريف في نضالهم للحفاظ حقوقهم ومقدّساتهم في وجه حملات التشويه وطمس الهوية، وذلك من خلال مساهمة المؤسسة بمجموعة من الأعمال الخيرية على مدار العام والتي تهدف إلى تحسين حياة الناس في المدينة المقدسة والحفاظ على هويتها الثقافية والتاريخية، وتتركّز أنشطة مؤسستنا في:

1. توزيع السلال الغذائية والمساعدات العينيّة والنقديّة.
2. إقامة حلقات تحفيظ القرآن الكريم للأطفال المقدسيين.
3. رعاية الأيتام والأرامل في مدينة القدس.
4. ترميم الأوقاف والمباني والبيوت المقدسية المهدّدة بالسقوط.
5. برامج التمكين الاِقتصادي للأرمال والثكالى في القدس.
6. إقامة برامج سقيا الماء وإفطار الصائمين خلال رمضان المبارك.

وتقوم مؤسسة إحياء الدولية بتنفيذ مشاريع سقيا الماء في المسجد الأقصى المبارك، وذلك من خلال توفير مياه الشرب للزوار، كما تسعى المؤسسة إلى ترميم وتجديد الأنظمة الري وتمديد المياه داخل المسجد المبارك.

إنَّ التبرع لمشاريع سقيا الماء في المسجد الأقصى مع مؤسسة إحياء الدولية يمثّلُ فرصةً للمساهمة في تحسين ظروف الراحة والصحة لزوار المسجد الأقصى المبارك، ويعد عملاً خيرياً لنيل أجر صدقة سقيا الماء، إلى جانب دعم قضية المقدسيين المحقّة وصمودهم في وجه الاحتلال، وذودهم عن مقدسات الأمة.

 

تبرع للقدس الآن

 

الاسئلة الشائعة

المراجع

• إسلام ويب
• الدرر السنية

 

اقرأ أيضاً: