قبة الصخرة ومكانتها بين المسلمين: الأهمية الدينية والتاريخية والرمزية

تعد قبة الصخرة من أشهر المعالم الإسلامية في العالم، ولها مكانة خاصة في قلب كل مسلم، فمن فوقها عرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في رحلة تلاقي الأرض والسماء، حينما اجتمع النبي الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم، بملك الملوك، ومالك الأرض والسماء الله سبحانه وتعالى.

سوف نتعرف في السطور القادمة من هذا المقال على وصف قبة الصخرة وأهميتها وتاريخها، وعلى الفرق الجوهري بينها وبين المسجد الأقصى.

وصف قبة الصخرة

قبة الصخرة: بناء حجري مثمن الأضلاع، تعلوه قبة شديدة الارتفاع، صنعت من الخشب، وتمت تغطيتها بطبقة من الرصاص، تعلوه قشرة رقيقة من الذهب للحفاظ عليها، تستند القبة على أعمدة أسطوانية في وسطها دائرة، تتوسطها الصخرة المشرّفة وتقوم عليها القبة بقطر (20) متر تقريباً، وترتفع عن الصخرة نحو (34) متر، وتحتوي أسطوانة القبة على (16) نافذة.

قبة الصخرة عبارة عن قبتين فوق بعضهما، ترتفعان عن بعض ما يقارب (1.5) متر.

تتميز قبة الصخرة بزخارفها الجميلة، المنسجمة مع التصميم العام للمسجد، والذي يعكس جمال الفن الإسلامي، وروعة الإتقان، وزخارفها من أهم زخارف المسجد الأقصى، بدءاً من زخرفة الإطار بين النوافذ واحتوائها على الأجنحة والألوان المذهبة، وعليها أوراق شجر ملون وهي زخارف يتميز بها العصر الأموي.

وأجمل ما يميز الزخرفة هي سورة الإسراء التي كتبت في أسفل القبة.

أما الصخرة التي في أسفل القبة: فهي عبارة قطعة من الصخر تقع تحت القبة مباشرة طولها (8) أمتار وعرضها (14) متراً، وأعلى نقطة فيها مرتفعة عن الأرض متر ونصف، ويحيط بها درابزون من الخشب المنقوش والمدهون.

الفرق بين المسجد الأقصى وقبة الصخرة

قبة الصخرة جزء من المسجد الأقصى المبارك، وليست هي المسجد الأقصى كما يروج لها بعض الإعلام، بهدف تضليل الرأي العالمي لخدمة المخططات الصهيونية.

بُني المسجد الأقصى قبل قبة الصخرة بفترة طويلة، إذ كان بناء المسجد الأقصى بعد بناء المسجد الحرام بـ (40) سنة، عن أبي ذر قال: قلت: يا رسول الله، أي مسجد وضع في الأرض أول؟ قال: (المسجد الحرام)، قلت: ثم أي؟ قال: (المسجد الأقصى)، قلت: كم بينهما؟ قال: (أربعون سنة، وأينما أدركتك الصلاة فصل، فهو مسجد)، البخاري (3425) ومسلم (520)

ومعلوم تاريخياً أن الذي خطهما هو سيدنا آدم من قبل أن يكون هناك كنيس أو كنيسة، وذلك قبل ميلاد السيد المسيح، أما قبة الصخرة فقد بنيت في القرن السابع الميلادي.

تاريخ قبة الصخرة

إن من قام ببناء قبة الصخرة، هو الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان، أما عن سبب بناءه للقبة فهناك قولان:

1. الرأي الأول: ينطلق من الخلاف بينه وبين ابن الزبير، وكان ابن الزبير قد سيطر على مكة والمدينة، فأراد أن يحرمه من هذه الأفضلية، وأن يصرف أعين أهل الشام عما بين يديه.
2. الرأي الثاني: ليكون للمسلمين مسجد يضاهي بجماله وزخرفه ما لكنائس النصارى من زخارف في بيت المقدس والشام.

وبما أن الخلافة الإسلامية كانت في أوج عظمتها، فكان لزاماً أن تنعكس هذه الانتصارات على الأعمال العمرانية لتكون خير دليل على عظمة الإسلام، ويبقى ذكر من قام بالبناء على مر الأيام والأزمان.

أهمية قبة الصخرة

قبة الصخرة جزء من المسجد الأقصى، الذي تشد الرحال إليه والصلاة فيه، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجدي هذا، والمسجد الأقصى) السيوطي في الجامع الصغير (9419)، وبما أنّ قبة الصخرة تقع داخل المسجد الأقصى فإن الصلاة فيها تعدل أجر (500) صلاة في غيرها من المساجد، مصداقاً لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ يقول: (صلاة في المسجد الحرام بمئة ألف صلاة، وصلاة في مسجدي بألف صلاة، وصلاة في بيت المقدس بخمسمئة صلاة) ابن ماجه (1406)، أحمد (14694).

الصخرة: هي مسرى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، فهي نقطة انطلاقه إلى ذاك المكان، الذي لم تطأه قدم مخلوق قبل سيدنا محمد، ومن فوقها بدأت كتابة أعظم فريضة تربط العباد بربهم، وتجعلهم في حضور دائم بين يديه سبحانه، فمن أراد الله ومناجاة الله فما عليه إلا الصلاة.

أهمية الصخرة تراها بوضوح في تصرّف أمير المؤمنين وثاني الخلفاء الراشدين، الفاروق عمر عندما تسلم مفاتيح القدس، وشرع يبحث عن الصخرة التي وطئتها قدما رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانت قد طمرت بالأوساخ من قبل الروم، فلما عرف مكانها أخذ يزيل الأوساخ عنها بيديه. 

تبرع للمسجد الأقصى

قضية المسجد الأقصى هي قضية كل مسلم غيور على دينه ومسرى نبيه، وواجب علينا اليوم أن نمد يد العون لإخواننا المرابطين على أكناف بيت المقدس والمسجد الأقصى.

نبذل أقصى جهودنا في مؤسسة إحياء الدولية لتقديم كافّة أشكال الدعم لأبناء القدس الشريف، ونسعى للحفاظ على مقدّسات بيت المقدس من التشويه أوالطمس من خلال مجموعة من الأعمال الخيرية على مدار العام، وتتركّز نشاطاتنا على:

1. دعم مسارات التعليم في المدارس وتحفيظ القرآن الكريم للأطفال المقدسيين.
2. رعاية الأيتام والأرامل في مدينة القدس.
3. تقديم السلال الغذائية والمساعدات العينيّة والنقديّة.
4. إقامة برامج سقيا الماء وإفطار الصائمين خلال رمضان المبارك.
5. برامج التمكين الاِقتصادي لأرامل والثكالى في القدس.
6. ترميم الأوقاف والمباني والبيوت المقدسية المهدّدة بالسقوط.

 

تبرع للمسجد الأقصى الآن

 

الأسئلة الشائعة

المصادر

وزارة الخارجية الفلسطينية
منظمة التحرير الفلسطينية
تاريخ القدس وفلسطين للدكتور طارق السويدان

 

اقرأ أيضاً: