المصلى القبلي: شاهد على تاريخ الإسلام والعمارة الإسلامية في القدس الشريف

المصلى القبلي هو جزء من المسجد الأقصى المبارك، وهو المصلى الذي تعلوه قبة رصاصية، ويقع في الجهة الجنوبية من المسجد الأقصى من جهة القِبلة، ومن هنا اشتهر باسم المصلى القِبلي.

معالم تابعة للمصلى القبلي

يعتبر المصلّى القِبلي من أهم المعالم الإسلامية، فإليه تهفو الأرواح والأفئدة، وبه تتعلق قلوب المسلمين، كلٌ يبتغي صلاةً فيه، ليحصل أجر (500) صلاة، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (صلاة في المسجد الحرام بمائة ألف صلاة، وصلاة في مسجدي ألف صلاة، وصلاة في بيت المقدس خمسمائة صلاة)، ابن ماجه (1406)، أحمد (14694).

ويطلق على المصلى القبلي اسم (الجامع القبلي) لأنه يحتوي على المنبر الأساسي الذي تقام فيه خطبة صلاة الجمعة، وهو المصلى الأساسي في المسجد الأقصى المبارك.

وقد سرت شائعة عند المسلمين بأن هذا المصلى هو المسجد الأقصى، وذلك ردأ على من قال أن المصلى ذو القبة الذهبية (قبة الصخرة) هو المسجد الأقصى، وكلا القولين غير صحيح، لأن المصلى القبلي وقبة الصخرة كلاهما من المسجد الأقصى الذي يمتد على مساحة واسعة، وبمعنى أدق كل ما هو موجود داخل السور هو المسجد الأقصى، ويشتمل على مدارس ومصليات وقباب وساحات، ومصاطب وسبل ماء.

يتصل بالجامع الأقصى من جهة الشّرق ثلاثة معالم: مُصلّى عمر، ومقام الأربعين، ومحراب زكريا.

• مصلى عمر: يقع في الجهة الشرقية للمصلى القبلي، معروف اليوم باسم (جامع عمر)، ينفتح على المصلى القبلي ببابين، أحدهما إلى داخل المصلى، والآخر يفضي إلى ساحة المصلى المرواني.
• مقام الأربعين: أو مقام عزير، يمكن الوصول إليه عن طريق مصلى عمر، وله مدخل آخر من ساحات المسجد الأقصى.
• محراب زكريا: في الجهة الشرقية من المصلى القبلي، يعد من أجمل محاريب المسجد الأقصى المبارك، عُرف بهذا الاسم نسبة لنبي الله زكريا عليه السلام.

تاريخ المصلى القبلي

أول من شرع في بنائه سيدنا عمر بن الخطاب بعد أن تسلم مفاتيح القدس، وكتب العهدة العمرية مع نصارى القدس، ثم شرع في إقامة شعائر الإسلام، وتطبيق الشرائع على أرض المسجد الأقصى المبارك.

وفيما يلي أبرز الأحداث المتصلة بتاريخ المصلى القبلي:

1. عندما قام أمير المؤمنين عمر ببنائه كان يتسع لـ (1000) مصلٍ، وقد بناه من الخشب.
2. وفي عهد الخليفة معاوية بن أبي سفيان قام بتوسعة المصلى القبلي، فأصبح يتسع لـ (3000) مصلي.
3. البناء الذي نراه في عصرنا الحالي، هو البناء الذي تم في عهد الخلافة الأموية، وتحديداً في عهد الخليفة عبد الملك بن مروان، وأتمّ بناءه الوليد بن عبد الملك، وكان يحتوي على (15) رواق.
4. تعرض لزلزال شديد فتصدعت أجزاء منه، فأعيد ترميمه في عهد الخليفة أبو جعفر المنصور.
5. تعرض لزلزال آخر فتدمرت أجزاء منه، وأعيد ترميمه في عهد الخليفة الفاطمي "الظاهر لإعزاز دين الله"، وزخرفت قنطرته بالفسيفساء.
6. عندما احتلً الصليبيون القدس عمدوا إلى تقسيم المصلى القبلي إلى ثلاثة أقسام: (مكاتب - مساكن لحراس المعبد - كنيسة).
7. قام صلاح الدين بتحرير القدس، فأعاد ترميم المصلى القبلي، ووضع فيه منبر نور الدين زنكي الذي كان قد أوصى بوضعه في المسجد الأقصى.
8. حديثاً تعرّض المصلى القبلي لعدة انتهاكات من الكيان الصهيوني، ومن تلك الاعتداءات الحريق الذي أتى على مساحة (1500) متر من المصلى القبلي، وأدى لتدمير منبر نور الدين زنكي. 
9. المصلى القبلي مهدد اليوم بالانهيار، نظرا لقيام الاحتلال بالحفر تحت أغلب الجدار الجنوبي للمسجد الأقصى، بما في ذلك كل أساسات المصلى القبلي.

موقع المصلى القبلي

يقع المصلى القبلي في الجهة الجنوبية (إتجاه القبلة) من المسجد الأقصى المبارك، وسمي بالمصلى القبلي (الجامع القبلي).

يبلغ طوله (80) متراً، وعرضه (55) مترا، وتمتد مساحته على (4500) متر مربع، يقوم على (53) عموداً من الرخام، و(49) سارية مربعة الشكل، ويتسع اليوم لنحو (5500) مصل، وله (11) باباً، منها:

• باب الرحمة: الذي يطل على ساحة المسجد الأقصى ويعد من أشهر المداخل.
• باب النبي يوسف: الذي يطل على الجهة الشرقية من المصلى.
• باب المغاربة: الذي يطل على الجهة الغربية.

ويتميز المصلى القبلي بالعديد من الخصائص المعمارية الجميلة والزخارف الإسلامية المميزة، مما يجعله مكاناً جميلاً ورائعاً للزيارة والتأمل.

وتعتبر زيارة المسجد الأقصى والمصلى القبلي تجربة لا تنسى لكل مسلم يرغب في الاقتراب من الله وتعزيز إيمانه.

 تبرع للمسجد الأقصى

المسجد الأقصى هو قضية كل مسلم غيور على دينه ومسرى نبيه، وواجب علينا اليوم أن نمد يد العون لإخواننا المرابطين على أكناف بيت المقدس والمسجد الأقصى.

نبذل أقصى جهودنا في مؤسسة إحياء الدولية لتقديم كافّة أشكال الدعم لأبناء القدس الشريف، ونسعى للحفاظ على مقدّسات بيت المقدس من التشويه أوالطمس من خلال مجموعة من الأعمال الخيرية على مدار العام، وتتركّز نشاطاتنا على:

1. دعم مسارات التعليم في المدارس وتحفيظ القرآن الكريم للأطفال المقدسيين.
2. رعاية الأيتام والأرامل في مدينة القدس.
3. تقديم السلال الغذائية والمساعدات العينيّة والنقديّة.
4. إقامة برامج سقيا الماء وإفطار الصائمين خلال رمضان المبارك.
5. برامج التمكين الاِقتصادي للأرمال والثكالى في القدس.
6. ترميم الأوقاف والمباني والبيوت المقدسية المهدّدة بالسقوط.

بفضل عطايا أهالي الخير وتبرّعاتهم، صارت مؤسسة إحياء من الجهات الفاعلة في الأراضي المباركة وأصبحت مصدراً للأمل لدى الكثير من العائلات، وندعوك للمشاركة في إغاثة أهالي القدس المحتل وحماية مقدّساته من خلال التبرع للقدس وكن على يقين من وصول أموالك إلى مكانها الصحيح.

 

تبرع للمسجد الأقصى الآن

 

الأسئلة الشائعة

المصادر

• وزارة الخارجية الفلسطينية
• منظمة التحرير الفلسطينية
• موقع الجزيرة نت
• وكالة وفا

 

إقرأ أيضاً: