المسجد الأقصى: مقصد المسلمين وحرم يشهد تاريخ الأمة الإسلامية

المسجد الأقصى أولى القبلتين، وثالث الحرمين الشريفين، ومسرى رسول الله ﷺ، ومنطلق معراجه إلى السماوات العلا، ومنها إلى سدرة المنتهى، حيث توقف جبريل عليه السلام وتابع المصطفى إرتقاءه.

المسجد الأقصى الذي شرّفه الله في كتابه فقال سبحانه: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الإسراء: 1].

تاريخ المسجد الأقصى

بُني المسجد الأقصى بعد بناء المسجد الحرام بـ (40) سنة، عن أبي ذر رضي الله عنه قال: (قُلتُ يا رَسولَ اللهِ، : أيُّ مَسْجِدٍ وُضِعَ في الأرْضِ أوَّلُ؟ قالَ: المَسْجِدُ الحَرَامُ قُلتُ: ثُمَّ أيٌّ؟ قالَ: المَسْجِدُ الأقْصَى قُلتُ: كَمْ بيْنَهُمَا؟ قالَ: أرْبَعُونَ سَنَةً، وأَيْنَما أدْرَكَتْكَ الصَّلَاةُ فَصَلِّ فَهو مَسْجِدٌ) [صحيح مسلم - 520].

ومعلوم تاريخياً أن الذي خطّهما هو سيدنا آدم من قبل أن يكون هناك كنيس أو كنيسة، وذلك قبل ميلاد نبي الله المسيح عيسى عليه السلام.

ثم تابع نبي الله إبراهيم الخليل بناء المسجد الأقصى مع ولديه إسماعيل وإسحاق وولده يعقوب.

ثم جدده نبي الله سليمان.

بعد الفتح الإسلامي للقدس، قام سيدنا عمر بن الخطاب بتنظيف موقع قبة الصخرة، وبناء مسجد جنوب المسجد الأقصى، يتبع اليوم المصلى القبلي.

في عهد الخلافة الأموية قام الخليفة عبد الملك بن مروان ببناء قبة الصخرة على ما هي عليه اليوم، وبناء المصلى القبلي، ثم أتمّ بناءه الخليفة الوليد بن عبد الملك.

أما قبة الصخرة فبقيت على ماهي عليه اليوم، وأما المسجد القبلي فقد تعرض لعدة زلازل أدت إلى تدمير أجزاء منه، وأعيد ترميمها.

في العصر الحاضر تعرض المسجد الأقصى شرّفه الله لتدنيس الكيان الغاصب له، بعد احتلالهم للقدس الشريفة، وقاموا بحرق أجزاء منه أتت على مساحة تقدر بـ (1500) متر، وكان منبر نور الدين زنكي (الذي يُعرف بين الناس بمنبر صلاح الدين) مما تعرض للحرق نتيجة هذه الجريمة النكراء.

يتعرض المسجد الأقصى اليوم للعديد من المحاولات التي تهدف لتدميره من قبل العدو الصهيوني، من بين هذه المحاولات ما يتم من حفريات أسفل جداره الجنوبي كاملاً، والذي يشمل أساسات المسجد القبلي كاملاً.

أسماء المسجد الأقصى

المسجد الأقصى: قال تعالى {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} سورة الإسراء1

بيت المَقدِس: وهو الاسم المتعارف عليه قبل أن يُطلق عليه اسم "المسجد الأقصى" في القرآن الكريم، وهو الإسم الذي تم استخدامه في معظم أحاديث السيرة النبوية الشريفة، فقد ورد عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه، أن رسول الله ﷺ قال (لَمَّا كَذَّبَتْنِي قُرَيْشٌ، قُمْتُ في الحِجْرِ، فَجَلا اللَّهُ لي بَيْتَ المَقْدِسِ، فَطَفِقْتُ أُخْبِرُهُمْ عن آياتِهِ وأنا أنْظُرُ إلَيْهِ) [صحيح البخاري - 3886]

البيت المُقَدّس: كلمة "المقدّس" تعني المبارك والمطهّر، كما قال الإمام ابن حجر العسقلاني:

إلى البيت المقدّس جئت أرجو    جنان الخلد نزلا من كريم

وللمسجد الأقصى في اللغة العربية وحدها الكثير من المسميات مثل: القدس - القدس الشريف - إيلياء - مُـرِيَّـا أو مُـرَيَّـا..

معالم المسجد الأقصى

يتميز المسجد الأقصى بتصميمه المعماري الفريد والجميل، وكل ما يدخل ضمن السور يسمّى بالمسجد الأقصى، وأنّى أدركتك الصلاة فصلّ حتى تكسب أجر (500) صلاة، حتى لو كنت تحت شجرة داخل السور فكله المسجد الأقصى، حيث تبلغ مساحته (144000) متر مربع.

وقد جاء عن النبي ﷺ أنه قال: (فَضْلُ الصَّلَاةِ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ عَلَى غَيْرِهِ مِائَةُ أَلْفِ صَلَاةٍ، وَفِي مَسْجِدِي أَلْفُ صَلَاةٍ، وَفِي مَسْجِدِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ خَمْسُمِائَةِ صَلَاةٍ) [رواه البيهقي في شعب الإيمان].

يضم المسجد الأقصى معالم كثيرة مثل: القباب - المنابر – المآذن - المصليات - المدارس - محاريب - مصاطب - آبار - أبواب - أروقة - الخلوات - الزوايا.

من أبرز المعالم الدينية داخل المسجد الأقصى:

حائط البراق

هو الجدار الذي ربط به رسول الله ﷺ دابة البراق في حادثة الإسراء والمعراج، حيث قال عليه الصلاة والسلام: (أُتِيتُ بالبُراقِ، وهو دابَّةٌ أبْيَضُ طَوِيلٌ فَوْقَ الحِمارِ، ودُونَ البَغْلِ، يَضَعُ حافِرَهُ عِنْدَ مُنْتَهَى طَرْفِهِ، قالَ: فَرَكِبْتُهُ حتَّى أتَيْتُ بَيْتَ المَقْدِسِ) [صحيح مسلم - 162].

حائط البراق هو الحائط الغربي للمسجد الأقصى المبارك، ويدّعي اليهود أنّ هذا حائط المبكى عندهم، غير أنّ التاريخ يُنصف المسلمين في حقهم الخالص بحائط البراق.

قباب المسجد الأقصى

يحتوي المسجد الأقصى المبارك على (15) قبة جميلة تعطي المسجد الأقصى رونقاً خاص، وتتوزع في محيط المسجد المبارك، بني أغلبها في الفترة الأموية والأيوبية، ومن هذه القباب: قبة السلسلة، قبة الصخرة، قبة المعراج، قبة الأرواح، قبة مهد عيسى، قبة الخضر، قبة الشيخ الخليلي، قبة النبي، قبة يوسف آغا، قبة عشاق النبي، قبة سليمان، قبة موسى، القبة النحوية، قبة يوسف، قبة الميزان.

قبة الصخرة

قبة ذهبية لامعة تتوسط ساحة المسجد الأقصى وتشكل قلبه النابض، وتعد قبة الصخرة من أشهر المعالم الإسلامية في العالم، ولها مكانة خاصة في قلب كل مسلم، فمن فوق الصخرة عرج رسول الله ﷺ في رحلة تلاقي الأرض والسماء، حينما اجتمع أفضل الخلق محمد ﷺ، بملك الملوك، ومالك الأرض والسماء الله سبحانه وتعالى.

مسجد قبة الصخرة هو جزء من المسجد الأقصى المبارك، وليس هو المسجد الأقصى كما يروّج له بعض الإعلام، بهدف تضليل الرأي العام العالمي لخدمة المخططات الصهيونية.

أبواب المسجد الأقصى

للمسجد الأقصى عدة أبواب، أربعة أبواب منها مغلقة.

الأبواب المفتوحة

1. باب الأسباط: هو المدخل الرئيسي للمصلين، وله اسم آخر (باب ستي مريم)، يقع في الزاوية الشمالية للمسجد الأقصى من جهة الشرق.
2. باب حطة: هو أحد ثلاثة أبواب يسمح المحتل بفتحها لصلاة الفجر والمغرب والعشاء، يقع في الحائط الشمالي لسور المسجد الأقصى، ويعد من أقدم أبواب المسجد الأقصى.
3. باب الملك فيصل: يقع في السور الشمالي للمسجد الأقصى، وله عدة أسماء: باب شرف الأنبياء - باب الداوودية (الدوادارية) - باب العتم.
4. باب الغوانمة: يقع في الجدار الغربي للمسجد الأقصى من جهة الشمال، ويدعى باب الخليل.
5. باب الناظر: هو أحد الأبواب الثلاثة التي تفتح لدخول المصلين لصلاة الفجر والمغرب والعشاء، وله عدة أسماء: باب المجلس - باب علاء الدين البصيري - باب ميكائيل - باب الحبس - باب الرباط المنصوري.
6. باب الحديد: موقعه بين بابي الناظر والقطانين، ويسمى باب أرغون نسبة إلى مجدده المملوكي الأمير أرغون الكاملي.
7. باب القطانين: يتوسط باب الحديد وباب المطهرة، في السور الغربي للمسجد الأقصى، ويعتبر الباب الأجمل بين أبواب المسجد الأقصى المبارك.
8. باب المطهرة: يقع إلى الجنوب من باب القطانين، في السور الغربي، ويسمى باب المتوضأ، لأنه يقود إلى المطهرة القريبة منه.
9. باب السلسلة: هو أحد الأبواب الثلاثة التي يدخل منها المصلون إلى صلاة الفجر وصلاتي المغرب والعشاء،  يقع في الحائط الغربي للمسجد الأقصى، ويدعى أيضا باب داوود، أو باب الملك داوود.
10. باب المغاربة: يقع في السور الغربي من الناحية الجنوبية، وله أسماء أخرى، هي باب النبي، وباب البراق.

الأبواب المغلقة

1. باب الرحمة: يقع في الحائط الشرقي للسور، وقد تم بناؤه في العصر الأموي.
2. الباب الواحد: يقع في الحائط الجنوبي من السور، ويؤدي إلى داخل الحرم مباشرة.
3. الباب المثلث: يقع في الحائط الجنوبي من السور، ويؤدي إلى داخل الحرم، وسمي المثلث لاشتماله على ثلاثة أبواب تعلو كلا منها قوس، أنشئ في العهد الأموي.
4. الباب المزدوج: يقع في الحائط الجنوبي من السور، ويؤدي إلى داخل الحرم، وسمي بالمزدوج لاشتماله على بابين متجاورين، أنشئ في العهد الأموي.

مصليات المسجد الأقصى

1. مصلى قبة الصخرة
2. الجامع القبلي
3. مصلى الأقصى القديم
4. المصلى المرواني 
5. مصلى المغاربة “المتحف الإسلامي”
6. مصلى البراق
7. مصلى الجنائز

أسبلة المسجد الأقصى المبارك

يضم المسجد الأقصى عدة سبل:

سبيل قايتباي، سبيل شعلان، سبيل منبر برهان الدين، سبيل الزيتونة، سبيل الكأس، سبيل سليمان، بركة النارنج، صهريج الملك عيسى، سبيل البصيري، سبيل مصطفى آغا، سبيل الرحمة، سبيل باب الحطة، سبيل المدرسة الغادرية، سبيل مئذنة باب الأسباط، سبيل قاسم باشا، سبيل باب المغاربة. 

أهمية المسجد الأقصى

تميز المسجد الأقصى بأهمية تاريخية وثقافية كبيرة، حيث يحتوي على الكثير من الأعمال الفنية والمخطوطات والكتب الدينية التي تعود إلى فترات تاريخية مختلفة، بالإضافة إلى ذلك، يشكل المسجد الأقصى مصدر إلهام للمسلمين حول العالم، حيث يعتبر رمزًا إسلامياً للصمود والمقاومة في وجه الظلم والاحتلال.

فضل الصلاة في المسجد الأقصى

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجدي هذا، والمسجد الأقصى)، السيوطي في الجامع الصغير (9419)

الصلاة فيه تعدل أجر (500) صلاة في غيره من المساجد، مصداقاً لحديث رسول الله ﷺ إذ يقول: (صلاة في المسجد الحرام بمائة ألف صلاة، وصلاة في مسجدي ألف صلاة، وصلاة في بيت المقدس خمسمائة صلاة)، ابن ماجه (1406)، أحمد (14694)

تبرع للمسجد الأقصى

المسجد الأقصى هو قضية كل مسلم غيور على دينه ومسرى نبيه، وواجب علينا اليوم أن نمد يد العون لإخواننا المرابطين على أكناف بيت المقدس والمسجد الأقصى.

مؤسسة إحياء الدولية تدعوك لتقديم كافّة أشكال الدعم لأبناء القدس الشريف، والمسجد الأقصى المبارك، فساهم معنا للحفاظ على مقدّسات بيت المقدس من التشويه والطمس من خلال مجموعة من الأعمال الخيرية على مدار العام، علماً أن المؤسسة تقوم بالنشاطات التالية:

1. دعم  التعليم في المدارس، والمساهمة في تحفيظ القرآن الكريم للأطفال المقدسيين.
2. تقديم الدعم الكامل للأيتام والأرامل في مدينة القدس.
3. توفير السلال الغذائية والمساعدات العينيّة والنقديّة.
4. برامج التمكين الاِقتصادي للأرامل والثكالى في القدس.
5. الحفاظ على  الأوقاف والمباني والبيوت المقدسية المهدّدة بالسقوط من خلال ترميمها. 

 

تبرع للقدس الآن

 

الأسئلة الشائعة

المراجع

وكالة وفا للأنباء
موقع الجزيرة نت
عربي 21

 

اقرأ أيضاً: